ولقد مضى منا هناك لعامرٍ ... يومٌ عليهم بالنسارِ عصبصب
عصبصب: طويل من شدته. وسير عصبصب: طويل.
بمعضلٍ لجبٍ كأنَّ عقابهُ ... في رأسِ خرصٍ طائرٌ يتقلبُ
بمعضل: بجيش إذا نزل المكان ضاق به لكثرته.
ويقال: عضلتِ المرأة؛ إذا نشب ولدها فخرج بعض وبقي بعض؛ فلم يدخل ولم يخرج. وطرقت: إذا خرج أوله. والعقاب: الراية. والخرص: السنان.
ولقد شببنا للربابِ ودارمٍ ... ناراً بها الطيرُ الأشائمُ تنعبُ
شببنا: أوقدنا. والأشائم من الشؤمِ يريد الغربان. وتنعب: تصيح.
حتى جبهناهم بكأسٍ مرةٍ ... فيها المثملُ ناقعاً فليشربوا
المثمل: السم المصفى.
ولقد أتاني عن تميمٍ أنهم ... ذئروا لقتلي عامرٍ وتغضبوا
ذئروا: فزعوا. وقيل: غضبوا. وقيل: نفروا.
رغمٌ لعمرُ أبيكَ عندي هينٌ ... إني يهونُ عليَّ ألا يعتبوا
أي لا يرجعُ لهم إلى العتبى.
وغداةَ صبحنَ الجفارَ عوابساً ... تهدي أوائلهنَّ شعتٌ شزبُ
الشازب والشاسبُ: الضامر. والجفار: ماء لبني تميم تدعيه بنو ضبة.
لما رأونا والمعابل وسطهم ... والخيلُ تبدو تارةً وتغيبُ
تبدو: أي تظهر إذا خرجت من الغبار. وتغيب: إذا دخلت فيه. والمعابل: السهام، واحدها معبلة.
ولوا وهنَّ يجلنَ في آثارهم ... شللاً وبالطناهم فتكبكبوا
شللاً: طرداً. والمبالطة: الجلاد بالسيوف. وتكبكبوا: اجتمعوا فصاروا كبكبةً واحدة.
سائلْ بنا حجر ابن أمِّ قطامِ إذْ ... ظلتْ به السمرُ النواهلُ تلعبُ
يعني حجرا أبا امرئ القيس. والنواهل: التي قد رويتْ من الدم. والنهل: الشرب الأول.
فليبكهمْ من لا يزالُ نساؤهم ... يومَ الحفاظِ يقلنَ أينَ المهربُ
الحفاظ: الصبر والمحافظة.
صبراً على ما كانَ من حلفائنا ... مسكٌ وغسلٌ في الرءوسِ يشيب
حلفاؤهم: يعني فزارة، وأنهم قتلوا وكان هذا حنوطهم. والغسل: الخطميِّ، وورق السدر. ويسيب: يخلط.
هذا آخر ما اخترته من شعر عبيد، والحمد لله وصلى الله على رسوله محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.