ذو النسبين بين دحية والحسين أَبُو الخطاب بْن أبي الحسن المغربي شريف عالم حافظ ودخل قزوين وبات بها ليلة وأخبرت بقدومه بعد العصر وكان المخبر لا يعرفه ولا يعرف حاله لكن رآه قد أكرم مورده بزنجان وأفهمني مَا قاله أنه من جملة الفقراء الصادقين فدخلت عليه زائرا فوجدته كاملا في اللغة والحديث والتفسير صادق الحفظ ومعه جماعة من المغاربة يتلمذون له وبالغون في تعظيمه وارتحل بكرة إلى نيسابور وعاد إلى بلاده. ثم دخل العراق وخراسان مرة أخرى وكان فيه خصلتان يزريان بفضلة إحداهما أنه كان فيه ضنة ولمجاج مفرط وكان في صحبته كتب نفيسة صنفت بالمغرب ولم يقع إلى بلادنا وكان يظن بها ويشدد بما لا يحمل بأهل العلم مثله والثانية جراءة كانت فيه ووقوع في العلماء المتقدمين والمتأخرين وطعن في الأحاديث المشهورة.