اسفنديار بْن أبي الحسن بْن منصور الجاليزباني يعرف بأسفندويه شيخ عارف قد حج حججا وكان من مريدي الشيخ أبي بكر الشاذاني المشتهرين به وكان له استغراق فِي أحواله حَتَّى تراه كالسكران الذي لا يعرف ما يبدر منه وعَلَى ذلك يحمل ما كَانَ يتفق فِي كلامه من المجازفات والمبالغات الفاسدة وربما انتهى إِلَى الأفحاش وكان له فِي أثناء كلامه وطعامه وصلاته وكل ما هو فيه صياح وأنه تغلبه ثم يعود إِلَى ما كَانَ فيه.
سمعت الإمام مُحَمَّد بْن أسعد الوزان رحمه اللَّه يقول سألت الشيخ أبا بكر الشاذاني رحمه اللَّه عن صيحات أسفندويه فقال إنه أطلع عَلَى شيء لم يقو عليه فلا يزال يتذكره ويصيح وكان قد ضعف فِي آخر عمره وكف بصره وكنت أزوره أحيانا فمضت مدة عاقت