مما كتب إليه الصاحب الجليل كان يا شيخي أطال اللَّه بقاك وأحسن عن حسن العهد جزاك فإنك إذا بخلت الأيام باقترابك سمحت لنا بكتابك فنفكه عن ليل يضم عطفي نهاره ونفضه عن نسيم غرار ونذكر به مَا نذكره للأعرابي بيرف لمع بوهبين وسحاب نشأ إزاء يبرين أو الحجازي هبت عليه الصبا من مرمى الجمار: واشتاقت داره عند عَبْد الدار نعم ووصل مَا أنشأت كعهد الوصال وكالماء الزلال وكالسحر الحرام والحلال فامتنع السمع بروايته وأرتعنا الطرف في حدائقه وكدنا نقدمك في الكتابة على آل الجراح ووهب ولولا كراهة الغلو لارتقينا بك في الخطابة إلى ذوابة مخزوم وعبد شمس.
فأما هاشم فلها المثل الأكبر ودونها السواد الأعظم وكيف كنت فقد أوقدت للبيان نارا تفرع كل نار وترفع بين هندي وغار ونعود لوصف الشوق فتدعى أن لو أعجنا أكثر من لوائحك وجوانحنا أحمى به من جوانحك وبرهان ذلك أنا حين استطعنا ورود قزوين جئناك نمتطي صهوة الشمال ونقتعد غارب الجنوب.
ها أنت منذ حولين كاملين قد أنكرت هذا المعروف وتركت هذا المحصب فلا حجة مقبولة ولا عمرة مبرورة. ولا تلبية في الأشهر الحرام ولا هدى بالغ الكعبة للامم ولعمري إنك حين تصدرت تملى المسانيد وتهجر المقاطيع وترفع الأحاديث وتضع المراسيل وتعدل أشياخ الشام تعصبا وتجرح رواة الكوفة تغضبا