للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالرَّفْعِ عَنِّي" فَقَالَ عِنْدِي أَنْ أُمَرِّضَكَ وَأَقُومَ عَلَيْكَ فَإِذَا مِتَّ غَسَّلْتُكَ ثُمَّ كَفَّنْتُكَ وَحَنَّطْتُكَ وَأَبْكَيْتُكَ وَأَتْبَعُكَ مُشَيِّعًا إِلَى حُفْرَتِكَ وَأُثْنِي عَلَيْكَ خَيْرًا.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "أَيُّ أَخٍ هَذَا" قَالُوا أَخٌ غَيْرُ طَائِلٍ ثُمَّ قَالَ لأَخِيهِ الَّذِي هُوَ عَمُلُهُ مَاذَا عِنْدَكَ وَمَاذَا لَدَيْكَ فِي مَنْفَعَتِي وَالدَّفْعِ عَنِّي قَالَ أُشَيِّعُكَ إِلَى قَبْرِكَ وَأُونِسُ وَحْشَتَك وَأُذْهِبُ هَمَّكَ وَأُجَادِلُ عَنْكَ فِي الْقَبْرِ وَأُوسِعُ عَلَيْكَ جُهْدِي فَأَيُّ أَخٍ تَرَوْنَ هَذَا قَالُوا خَيْرُ أَخٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَالأَمْرُ هَكَذَا.

قَالَتْ عَائِشَةُ فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ كُرْزٍ اللَّيْثِيُّ فَقَالَ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَقُولَ فِي هَذَا شِعْرًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: "نَعَمْ" فَغَدَا عَبْدُ اللَّهِ اجْتَمَعَ الْمُسْلِمُونَ قَالَتْ عَائِشَةُ فَقَامَ على رسول اللَّه صلى اللَّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا ابْنَ كُرْزٍ فَقَالَ:

فَأَهْلِي وَمَالِي وَالَّذِي قَدَّمَتْ يَدِي ... كَدَاعٍ إِلَيْهِ صحبه ثم قايل

إخوته إِذْ هُمْ ثَلاثَةُ إِخْوَةٍ ... أَعِينُوا عَلَى أَمْرٍ بِيَ الْيَوْمَ نَازِلِ

فراق طويل غير ذي شنوية ... فَمَاذَا لَدَيْكُمْ فِي الَّذِي هُوَ غائلى

يُطِيعُكَ فِي مَحْيَاكَ قَبْلَ النَّوَائِلِ:

فأما إذا حد الفراق فإنني ... لما من خلة غير واصل

<<  <  ج: ص:  >  >>