للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من بنيان الكعبة قَالَ فكان أول ما أراد اللَّه تعالى أتاه النبوة رؤيا فِي المنام فشق ذلك عليه والحق ثقيل والإنسان ضعيف فذكر ذلك رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لزوجته خديجة بنت خويلد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فعصمها اللَّه تعالى من التكذيب فقالت أبشر فإن اللَّه تعالى لا يصنع بك إلا خيرا فحدثها إنه رأى بطنه طهر وغسل ثم أعيد كما كان فقالت هذا والله خير.

هارون بْن مُحَمَّد المهدي بْن عبد اللَّه المنصور أبو جعفر الرشيد أمير المؤمنين قَالَ الحافظ أبو يعلى الخليل بْن عبد اللَّه أخبرني مُحَمَّد بْنُ إِسْحَاقَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هارون الأصبهاني قَالَ مر الرشيد بهمدان يريد خراسان فاعترضه أهل قزوين وأخبروه بمكانهم من بلاد العدو وعنائهم فِي مجاهدتهم وسألوه النظر لهم وتخفيف ما يلزمهم من عشر غلاتهم فِي القصبة فمال إلى قزوين ودخلها وبنى مسجد جامعها واسمه مكتوب على حائطها.

إتباع فيها خوانيت ومستغلات ووقفها على مصالح المدينة وعمارة مسجدها وسورها وصعد يوم القبة التي بباب المدينة وأشرف على السراجس فوقع النفير إلى مبادرتهم نحو العدو فاستحسن ذلك منهم وقال هؤلاء قوم فِي جهاد يجب أن ينظر لهم فاستشار وزراءه فِي أمرهم وأفضى الأمر إلى أن حط الخراج منهم ونجز لهم السجل بذلك على ما قدمنا ذكره.

ولد هارون الرشيد بالري سنة خمسين ومائة لثلاث بقين من ذي الحجة وقيل سنة تسع وأربعين ومائة واستخلف حين مات أخوه موسى الهادي سنة سبعين ومائة وكان يحج سنة ويغزو سنة وفتح فتوحا كثيرة وله يقول سلم الخاسر.

<<  <  ج: ص:  >  >>