للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجواب فتأذى الطالب ووشى به إلى صاحب المال بما سيسأل عنه.

فصل في ثناء المعتبرين عليه

كان أساتذته من أول نشئه وابتداء تحصيله يكرمونه وثنون عليه لرشده وسداده واستقامة سيرته ولزومه الطريقة المثلى وحين عزم على الخروج من نيسابور كتب له الإمام مُحَمَّد بْن يحيى بْن رحمه اللَّه بخطه المتين فصلا في جزء أؤديه على وجهه نقلا عن خطه كتب على ظهر الجزء تذكرة لصاحبه من مُحَمَّد بْن يحيى أصلحه اللَّه وفي باطنه.

بسم اللَّه الرحمن الرحيم الحمد لله شكرا على نواله ونشرا لأنعامه وإفضاله والصلاة على خير خلقه مُحَمَّد وآله وبعد فإن الشيخ الإمام الأجل الزاهد الولد جمال الدين فخر الإسلام أبا الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم ابن الفضل الرافعي القزويني أطال اللَّه بقاه وأدامها إلى مراقي العز ارتقاءه شاب نشأ في عبادة اللَّه نقي الجيب أمين الغيب زكي النفس عن الشين والعيب يرجع إلى عقل رزين ودين متين ورأى في المكرمات مبين وطال ما أخبر جانبي سره وجهره وأسبر طرفي خيره وشره فلم أعثر منه إلا على الورع والعفاف والقناعة بأقل من الكفاف والتوقي من المطامع الدنية والمطاعم الوبية والترقي من حضيض السفلة إلى يفاع الرتب العلية.

كيف وقد طالت مدة مقامه بين يدي وامتدت نوبة اختلافه إلي ولم يزل كان متشوفا إلى درك الحقائق متعرفا للجليات منها والدقائق

<<  <  ج: ص:  >  >>