للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووضع نصيب كل واحد منهم على طرف سجادته فغضب عَبْد الكريم ونثر الزبيب ثم ندم على ما فعل وخرج من الخانقاه خجلا فاتفق أنه دخل خانقاه البيهقي وقعد في بيت متفكرا وكان البيت ملاصقا لدار أبي القاسم الإمام أستاذ إمام الحرمين رحمهما اللَّه وفي أعلا الجدار كوة ينفذ منها الصوت.

فسمع الإمام يقول لجارية هندية له كانت تخدمه تدعى سبزيا سبزاني أشتهى منذ مدة رغيفا حارا مع خل وبقل فقالت الجارية هذا سهل نبدل رغيفا برغيف ونشتري برغيف بقلا وعندنا من شيء من الخل وذهبت لتجمعها فلما أدبرت ناداها أن ارجعي فإني أستحي من أن أشتغل بقضاء شهوتي فتعجب عَبْد الكريم من ذلك ولام نفسه ورجع إلى خدمة الشيخ وتاب.

سمعت الإمام عَبْد الرحمن الأكاف يقول كان للإمام أبي القاسم الأنصاري قمقمة يتوضأ منها فلما كبر وضعف كان يعسر عليه حملها عند الوضوء فأتى بقمقمة خفيفة يشتريها ويتوضأ منها فسأل عن ثمنها فقالوا ثمان دينار فقال لا يتهنأ لي أن أضيف قمقمة إلى قمقمة وعلى سبع عشر درهما دينا وردها.

سئل الإمام عَبْد الرحمن عن علامة قبول العمل فقال: تسأل عن القبول الأدنى أم عن القبول الأعلى فقال: أسائل عنهما جميعا فقال أما القبول الأدنى فعلامته رعاية حدود الشرع والاشتغال بمثله بعد الفراغ منه وأما علامة القبول الأعلى فأن يستنكف من عمل نفسه كما يستنكف

<<  <  ج: ص:  >  >>