للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمعته يقول: سئل والدي عن شيخه فقال: كان شيخي في أول الأمر أبو سعيد بْن أبي الخير ثم الأستاذ أبو القاسم ثم شاب من كفار الهنود فتعجب السائل فقال دخلت بلاد الهند مرة فألح علي جماعة في الدخول على صنمهم الأكبر فدخلت فجيء بشاب ووقف بحذاء الصنم فسجد له ثم قام وأخذ آخذ بيمينه وآخر بيساره وجاء ثالث بموسى فوضعها على هامته ورفع الجلد واللحم والعظم حتى ظهر دماغه.

فوضع فيه فتيلة وأشعلها ولم يزل الرجلان آخذين بضبعيه والفتيلة تتقد حتى مات فأخرجوه من البيت فسألت عن شأنه فقالوا هذا فتى ادعى عشق الصنم فبذل نفسه وتقرب بأن يستضيء الصنم بالشعلة في دماغه وهكذا يفعل عشاقه.

سمعت الإمام أبا طاهر العطاري يقول حضرت يوم عيد عند الإمام أبي القاسم الأنصاري في طائفة فأحضر الطعام ووضع على المائدة حمل مشوي فأشار الإمام علي بالتناول منه وكنت أمسك يدي إلى أن بسط الشيخ يده فقال: تناول منه وأنا أحكي لك حكاية فامتثلت أشارته ولما فرغنا سألته عن الحكاية فقال: اشتهيت في منصرفي من خوزستان حملا مشويا آكل منه من حيث أريد وكان في صحبتي نفر وقفوا على ما اشتهيت فلما وصلنا إلى الري ذكر بعضهم ذلك لخادم الخانقاه فهيأه.

فلما أحضر أخذتني حمى شديدة ولم أقدر على الأكل ثم لما دخلنا إسفرائن ذكروا ذلك للخادم فهيأه ووضع بين أيدينا وكنت قد افتصدت في أول النهار فلما مددت يدي انفتح العرق وسال الدم

<<  <  ج: ص:  >  >>