للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلت أصوات البكاء وأهملت الأسواق وعطلت الحوانيت واجتمع لتشييع نعشه والصلاة عليه طوائف الناس وصلوا عليه أفواجا.

سمعت الشيخ أبا المجد عَبْد الصمد بْن المحسن القضوي الصوفي يقول خرجنا في جماعة من الصوفية يومئذ لتشييع الجنازة وكان فيها صوفي من المتورعين المحتاطين ومن الفقراء المذكورين بحسن السيرة يقال له مسعود الأصبهاني فلما دخلنا المقابر ننتظر حضور الجنازة رأيناه قد تغير حاله وأصابته غشية ورعدة وأثرت حالته في كل واحد منا فلما سكن ما به سألنا عنه فقال رأيت حين أخرج النعش من الطاق عند باب المارستان سريرا نزل من السماء بحمله نفر ويزدهم عليه آخرون وأدخل الحفرة فسألت بعضهم عنه فقالوا هذا عمل الصالح هيء له يسكن إليه وتبكي عليه.

فصل فيما ظهر من الآثار الحميدة عند قبره

أما من حيث الصورة فمما لا يخفى أن المقابر العتيقة بقزوين منبوشة وقد يظهر عند الحفر في القبر لحود بعضها فوق بعض وأن عادة البلد جارية بتعظيم قبور أهل العلم ورفعها وأعلامها بما يميز عن سائر القبور ولم يتيسر عند دفنه مخالفة هذه العادة والجريان على قضية السنة لفساد الزمان وأهله فذكر الحفار أنه وجد في المدفن لحودا عتيقة بني بعضها فوق بعض وأنه عمق القبر حتى جاوزها جميعا وخلاها فوقه وذكر الأستاذ الذي بنى القبر أني نظرت في الموضع وبنيت القبر في الحال

<<  <  ج: ص:  >  >>