للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحمه اللَّه حميدا في الغابرين وترك والحمد لله لسان صدق في الآخرين وكان في عصره بقزوين علماء وأكابر تزدان بهم المحاريب والمنابر.

كل منهم يرجع إلى محصول في علم الفروع والأصول يتبعون الحق ويتجنبون الهوى ويتعاونون على البر والتقوى ويتقوى بعضهم ببعض في كل بسط وقبض ورفع وخفض ورفض ونفض لا يتقاطعون ولا يتدابرون على ما ينوبهم يتصابرون يحيون أخدانا ويموتون إخوانا وأما الآن فقد خلت الديار وعفت الآثار ولم يبق سيار ولا طيار ولا في الدار ديار وكانوا فأبينوا وامتلئت الأعين منهم فعينوا وكأنهم وعصرهم أراد من قَالَ فأجاد:

من ذا أصابك يا قزوين بالعين ... ألم تكوني زمانا قرة العين

ألم يكن فيك قوم طاب صحبتهم ... وكان قربهم زينا من الزين

صاح الزمان بهم بالبين فانقرضوا ... ماذا لقيت بهم من لوعة البين

استودع اللَّه قوما ما ذكرتهم ... إلا تحدر ماء العين من عيني

كانوا ففرقهم دهر وصدعهم ... والدهر يصدع ما بين المحبين

<<  <  ج: ص:  >  >>