فبكي الشيخ فسأله بعض الحاضرين عن سبب بكائه فقال أبكي عَلَى تضييع قيس بْن عامر روزجارة١ كيف أحب من يوجد مثله فِي البرية ألوف هلا أحب من ليس له فِي الكونين مثله فغشي عَلَى ذلك السائل ومرض ومات فِي مرضه ذلك ورأيت بخطه فِي الحكايات من جمعه سمعت عبد الله بن إبراهيم الفارسي يحكى عن مشائخه قالت دخلت ليلي الأخيلية عَلَى الحجاج فقال لها أنك قد مررت بقبر توبة بْن حمير فلم تسلمي عليه قالت نعم أيها الأمير كانت معي نسوة فخفت أني إن سلمت عليه لم يجبني فأكون قد كذبته عند اللاتي كن معي وذلك أنه قَالَ:
ولو أن ليلي الأخيلية سلمت ... عَلَي ودوني تربة وصفائح
لسلمت تسليم البشاشة أوزقا ... إليها صدي من جانبا القبر صائح
قَالَ: ثم إن ليلي تزوجت برجل فمرت ذات يوم مع زوجها بقبر توبة فاقسم عليها أن يسلم عليه فدنت من القبر وقالت السلام عليك