للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[إمارة باذان على اليمن١ في عهد رسول الله]

باذان رجل من الفرس بعثه كسرى أبرويز إلى اليمن نائبا عليها فبقي إلى بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخر من قدم من اليمن من ولاة العجم.

ولما كاتب النبي كسرى بما كاتبه مزق كسرى الكتاب وبعث إلى باذان أن أرسل إلى هذا الرجل الذي بالحجاز رجلين وكتب مهما إلى النبي يأمره بالمسير معهما إلى كسرى فقال لهم رسول الله: "إرجعا وقولا لباذان أسلم فإن أسلم أؤمره على ما تحت يده وأملكه على قومه" ٢ فأتيا إلى باذان وكان كسرى قد مات، فقال باذان: إني لأراه نبيا ولننظرن فإن كان ما قال حقا فهو فإنه لنبي مرسل، وإن لم يكن فنرى فيه رأينا، فلم يلبث أن قدم عليه كتاب شيرويه بن كسرى بقتل كسرى ويأمره بأخذ الطاعة له باليمن، فأسلم باذان وأسلم معه جماعة من العجم وبعث بذلك إلى النبي وكان سنة ١٠ هجرية، فجمع له النبي عمل اليمن وأمره على جميع مخاليفه فلم يزل عاملا عليها حتى مات.

فلما مات باذان فرق رسول الله أمراءه في اليمن بالكيفية الآتية:

١- عمرو بن حزم على نجران.

٢- خالد بن سعيد بن العاص على ما بين نجران وزبيد.

٣- عامر بن شهر الهمداني على همدان.

٤- شهر بن باذان على صنعاء.

٥- الطاهر بن أبي هالة على عك والأشعريين.

٦- أبو مسى الأشعري على مأرب.

٧- يعلي بن أمية على الجند.

٨- زياد بن لبيد الأنصاري على أعمال حضرموت.

٩- عكاشة بن ثور على السكاسك والسكون.

١٠- عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري على بني معاوية بن كندة.

وكان معاذ بن جبل معلما يتنقل في عمالة كل عامل باليمن وحضرموت.


١- تاريخ الطبري: ٢/١٣٤، البداية والنهاية: ٤/٢٧٠، المنتظم: ٣/٢٨٣.
٢- البداية والنهاية: ٤/٢٦٩. وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرهما بأن الله سلط على كسرى ابنه شيرويه فقتله في شهر كذا وكذا في ليلة كذا وكذا من الليل سلط عليه ابنه شيرويه فقتله.

<<  <   >  >>