للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[انهزام الفرس ثانيا موقعة الثنى١ صفر سنة ١٢هـ - سنة ٦٣٣م]

لما وصل خبر انهزام هرمز إلى المدائن عاصمة الفرس أرسل ملكهم أردشير جيشا آخر وأمر عليه قارن بن قريانس. فلما انتهى إلى المذار انضم إلى الجيش المنهزم ورجعوا ومعهم قباذ وأنو شجان ونزلوا الثنى وهو نهر متفرع من الدجلة والتقوا بالمثنى الذي كان قد توقف عند الثنى فأحدق الخطر بالمثنى فوافاه خالد والتقوا في الوقت المناسب ودارت رحى القتال بينهم وانتهى الأمر بفرار الفرس وقتل مهم نحو ٣٠. ٠٠٠ سوى من غرق وفر من نجا منهم بالقوارب. وقد كان النهر عائقا في سبيا اقتفاء أثر العدو غير أن الغنائم كانت عظيمة وقتل كل رجل قادر على الحرب وأسر النساء وأخذ الجزية من الفلاحين وصاروا ذمة وصارت أرضهم لهم وكان في السبي أبو الحسن البصري وكان نصرانيا وأمر على الجند سعيد بن نعمان وعلى الجزية سويد بن مقرن المزني.

أما قارن بن قريانس أمير جيش الفرس الذي أرسله أردشير لإمداد هرمز فقد قتله معقل بن الأعشى بن النباش وقتل عاصم أنو شجان وقتل عدي بن حاتم قباذ وكان قارن قد تم شرفه ولم يقاتل المسلمون بعده أحدا تم شرفه في الأعاجم. وزاد سهم الفارس يوم الثنى على سهمه في ذات السلاسل.

موقعة الولجة٢ شهر صفر سنة ١٢هـ - إبريل سنة ٦٣٣ م

اضطرب البلاط الملكي في فارس من جراء انتصارات العرب وتحدثوا فيما بينهم بأنه يجب محاربة العرب بعرب مثلهم يعرفون خططهم الحربية. فجند الملك جيشا عظيما من قبيلة بكر والقبائل الأخرى الموالية له تحت قيادة قائد مشهور منهم يدعى الأندرزغر وكان فارسيا من مولدي السواد. وأرسل بهمن جاذويه في أثره ليقود جيوش الملك وحشر الأندرزغر من بين الحيرة وكسكر ومن عرب الضاحية وتقدمت الجيوش المتحدة نحو الولجة بالقرب من ملتقى النهرين.

أما خالد فقد ترك فرقة لحراسة الأراضي التي غزاها في الدلتا وسار للقاء العدو من الثنى فاشتبك الجيشان في الولجة في قتال طويل عنيف وقد انتصر المسلمون فيه بفضل تدابير قائدهم الذي باغت العدو وأجهده بكمين في ناحيتين وكمين من الخلف وكانت الهزيمة كاملة ففر الفرس وفر


١- تاريخ الطبري: ٢/٣١٢ البداية والنهاية: ٣٤٤
٢- تاريخ الطبري: ٢/٣١٢ البداية والنهاية: ٦/٣٤٥ والمنتظم: ٤/١٠٢

<<  <   >  >>