للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا الماء تكدرين١

٦- والمبذرات زرعا والحاصدات حصدا والذاريات قمحا والطاحنات طحنا والخابزات خبزا والثاردات ثردا واللاقمات لقما وإهالة وسمنا، لقد فضلتم على أهل الوبر وماسبقكم أهل المدر ريفكم فامنعوه والباغي فنائوه٢٣.

أعمال مسيلمة المشؤمة

لما ادعى مسيلمة النبوة لم يكتف قومه بسماع أسجاعه لتصديقه فيما يدعي ولا سيما أنه كان يبلغهم معجزات النبي التي بهرت ألباب العرب فكانوا يأتون إليه ملتمسين منه المعونة عند الحاجة وليروا قدرته على إتيان المعجزات كجميع الأنبياء فكان يرى نفسه مضطرا إلى إجابة مطالبهم وإلا كذبوه وسخروا منه وانصرفوا من حوله فحاول أن يظهر لهم بعض أعماله بيد أنه لم يوفق في واحد منها ويا ليته لم يوفق فقط بل كانت تأتي أعمال بعكس المقصود. وهذا خذلان وخزي من الله تعالى ليتجلى للخلق كذبه وشؤمه على أتباعه.

أتته امرأة فقالت: إن نخلنا لسحق٤ وإن آبارنا لجرز٥ فادع الله لمائنا ونخلنا كما دعا محمد صلى الله عليه وسلم لأهل هزمان فسأل نهارا عن ذلك فذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لهم وأخذ من ماء آبارهم فتمضمض منه ومجه في الآبار ففاضت ماء وأنجبت كل نخلة وأطلعت فسيلا قصيرا مكمما ففعل مسيلمة مثله فغار ماء الآبار ويبس النخل والعياذ بالله.

وقال له نهار: أمرر يدك على أولاد بني حنيفة مثل محمد ففعل وأمر يده على رؤوسهم وحنكهم فقرع كل صبي مسح رأسه ولثغ٦ كل صبي حنكه.

وجاء أبو طلحة النمري فسأله عن حاله فأخبره أنه يأتيه رجل في ظلمة فقال: أشهد أنك الكاذب وأن محمدا صادق ولكن كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر٧ فقتل معه يوم عقرباء كافرا.

وقالوا لمسيلمة تتبع حيطانهم كما كان محمد يصنع فصل بها. فدخل حائطا من حوائط اليمامة فتوضأ فقال نهار لصاحب الحائط: ما يمنعك من وضوء الرحمن فتسقي به حائطك حتى يروى ويبتل كما صنع بنو المهرية - أهل بيت من بني حنيفة - وكان رجل من المهرية قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ وضوءه فنقله إلى اليمامة فأفرغه في بئره ثم نزع وسقى وكانت أرضه تهوما فرويت وجزأت فلم تلف


١- الطبقات الكبرى: ٥/٥٥٠ تاريخ الطبري: ٢/٢٨٤.
٢- المناوأه: المعاداة.
٣- المنتظم: ٤/٢١
٤- تخل سحق: إذا طالت مع انجراد وبعد ثمرها على المجتني
٥- آبار جزر: لا ماء فيها
٦- لثغ: اللثغة: أن تعدل الحرف إلى حرف غيره ولا يبين الكلام
٧- تاريخ الطبري: ٢/٢٧٧ البداية والنهاية ٦/٣٢٧

<<  <   >  >>