للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سنة مع السبعين من الأنصار ثم شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله روي له عن رسول الله ١٥٧حديثا اتفق البخاري ومسلم على حديثين منها وانفرد البخاري بثلاثة ومسلم بحديث، توفي في عمواس بالشام سنة ١٨هـ وهو ابن ٣٣ سنة وهو من الأربعة الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله أرسله رسول الله إلى اليمن يدعوه إلى الإسلام وشرائعه، وهو أحد الذين كانوا يفتون على عهد رسول الله.

وعلى البحرين: "العلاء بن الحضرمي "١ ولاه النبي صلى الله عليه وسلم البحرين وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عليها فأقره أبو بكر ثم عمر، توفي سنة ١٤ واليا عليها وكان مجاب الدعوة وخاض البحر بكلمات قالهن، وكان له أثر عظيم في قتال أهل الردة في البحرين كما تقدم.

وبعث "جرير بن عبد الله "٢ إلى نجران، روي له عن رسول الله ١٠٠ حديث اتفق البخاري ومسلم منها على ثمانية وانفرد البخاري بحديث ومسلم بستة، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سنة عشر من الهجرة في شهر رمضان فبايعه وأسلم. وكان عمر بن الخطاب يقول: جرير يوسف هذه الأمة لحسنه وكان طويلا يصل إلى سنام البعير يخضب لحيته بزعفران بالليل ويغسلها إذا أصبح واعتزل عليا ومعاوية وأقام بالجزيرة ونواحيها حتى توفي سنة ٥٤هـ.

وبعث "عبد الله بن ثوب " إلى جرش وهو عبد الله بن ثوب أبو مسلم الخولاني من كبار التابعين وكان فاضلا ناسكا له فضائل كثيرة أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

بعث الأسود بن قيس بن ذي الخمار الذي تنبأ باليمن إلى أبي مسلم فلما جاءه قال: أتشهد أني رسول الله؟ قال: ما أسمع، قال: أتشهد أن محمدا رسول الله؟ قال: نعم، فرد ذلك عليه وفي كل مرة يقول مثل قوله الأول فأمر به فألقي في نار عظيمة فلم تضره فقيل له: أنفيه عنك وإلا أفسد عليك من اتبعك، قال: فأمره بالرحيل فأتى المدينة وقد قبض النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر فأناخ أبو مسلم راحلته بباب المسجد ودخل المسجد فقام يصلي إلى سارية وبصر به عمر بن الخطاب فقام إليه، فقال: ممن الرجل؟ قال: من أهل اليمن.

قال: ما فعل الرجل الذي أحرقه الكذاب بالنار؟ قال: ذاك عبد الله بن ثوب، قال: أنشدك الله أنت هو؟ قال: اللهم نعم، فاعتنقه عمر وبكى ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين أبي بكر وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني من أمة محمد من فعل به ما فعل بإبراهيم خليل الله صلى الله عليه وسلم أسد الغابة.

وبعث "عياض بن غنم "٣ إلى دومة الجندل، أسلم عياض قبل الحديبية وشهدها وكان صالحا فاضلا جوادا، وكان يسمى: زاد الركاب يطعم الناس زاده فإذا نفد الزاد نحر لهم بعيره، توفي بالشام سنة ٢٠هـ وهو ابن ٦٠ سنة.


١- الاستيعاب: ٣/١٠٦٦.
٢- الاستيعاب: ٣/١٢٣٤.
٣- الإصابة: ١/٤٧٥.

<<  <   >  >>