للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الله تعالى لأن يأخذ في سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأشد من ذي قبل، وأن يِجْبه بها الكبير والصغير، والمأمور والأمير.

١٢٣ - وأساس دعوة الإسلام أن يخلص القلب لله وحده وإذا خلص القلب لله زكت الروح وصفت النفس من كل خلق ذميم، وصفة قبيحة، فعرفت الحق لله، والحق لعباده، فلم تعتد على حق الله فتجعله لأحد غيره، ولم تعتد على حق العباد، فتظلمهم إياه.

١٢٤ - قد كان في حريملاء رؤساء على سنة رؤساء عصرهم بكل بلد وقبيلة في نجد: ظلم ظاهر، وقسوة شنيعة، وانتهاك لحرمات الأعراض والدماء لا حدُّ له، وكان لكل رئيس أتباع، هم شر منه في كل ما تقدم، لأنهم في الغالب من العبيد ذوي النفوس المنحطة، والعقول المظلمة، والقلوب السوداء.

١٢٥ - فلما اشتد جانب الشيخ، بمن اتبعه، وقوي ظهره بمن ناصر مذهبه القويم، من أهل حريملاء، فكَّر أن يقطع على هؤلاء العبيد طريق الفساد، وأن يكف من شرهم، فأخذ يتأتى لذلك، ويُعْمِل الحيلة على تنفيذه، لكن السادة والعبيد أحسوا بما يريد الشيخ بهم: من ردهم إلى طريق العقل، وهم أعداؤه وارجاعهم إلى الإنسانية، وهم خصومها، فغضبوا غضبتهم، وذهبوا يتسورون عليه داره ليلا محاولين قتله، وكادوا أن يبلغوا ما أرادوا، لولا أن سبقت رحمة الله بأهل نجد، فعصمه منهم، وكفَّ أيديهم عنه، فولوا مدبرين، ولكنه أيقن أنهم إن لم يظفروا به الليلة، فهم لا بد محاولون ذلك مرارا حتى يظفروا به وهم واجدون من الفوضى وظلم رؤساء البلدة، ما يعينهم على ذلك ويمكنهم منه.

<<  <   >  >>