٧- فبدهي أنه كان من أعظم الأسلحة، وأنكى ما يستخدمه قادة هذه الحروب والمضرمون لنارها: الدعاية السياسية بالصاق أشنع التهم، وأقبح الجرائم زورا وبهتانا- بمؤسسها وشيعته فلو أنهم أطلقوا عليها "المحمدية" لكان ذلك لقبا جميلا مشوقا. فعمدوا إلى إطلاق لقب "وهابي" لتنفير الناس من هذه الجماعة، وتشويه سمعتهم الطيبة، حتى يكثر أعداؤهم، ويقل أنصارهم وبذلك يظفر أولئك المحاربون بهم، ويتقلص ظل دعوتهم التي بهرت بجمالها عقول الناس، وأخذت تمتد بسرعة عظيمة، حتى أصبح لها من الاتباع والأنصار من لا يحصون كثرة. وكانوا في القوة بحيث هزموا جيوش الدولة العثمانية العظيمة في مواقع عدة. وما زالوا بها حتى أزالوا سلطانها عن الحرمين الشريفين.
٨ - والسر في هذا الامتداد، وهذه القوة يرجع إلى جمال هذه الدعوة، وبساطتها، وأنها في غير حاجة إلى أدلة جديدة ولا براهين مخترعة، فإنها تعتمد على صريح القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية الكريمة. والقرآن بين أظهر الناس –محفوظا ومكتوبا- قائم بحمد الله لم يذهب، ولكن العقول هي التي ذهبت عنه، فحين وُجهت إليه توجهت، وحين كشف لها عن نوره أقبلت عليه تقتبس منه الهداية والرحمة.
٩- وكان من أهم ما خدم به الشيخ ابن عبد الوهاب الناس: أن رفع عن قلوبهم غشاوة الجهل، وكابوس التقليد الأعمى لكل ناعق على غير هدى ولا بصيرة.
١٠ - فحارب الأمية بكل ما استطاع من قوة، وكان يلزم كل أتباعه