تعلم القراءة والكتابة مهما كانت سنه، ومهما كانت منزلته، حتى كان الأمراء يقرؤون مثل بقية الناس. فصار منهم العلماء المدرسون كالإمام سعود الكبير، فإنه كان له درس يلقيه في التوحيد، فوق أعمال الإمارة.
١١ - وكان تعليمه إياهم الكتابة في القرآن وحفظه، كما يصنع مع صبية المكاتب، ثم وضع الرسائل السهلة العبارة، القريبة إلى عقول البسطاء في بيان التوحيد وما يحققه ويقويه، وما يهدمه وينقضه: من الاعتقاد والقول والعمل، وكان كل اعتماده في مؤلفاته- في الرسائل الصغيرة، والكتب الكبيرة، في عقيدة التوحيد وغيرها-: على الكتاب العزيز والسنة الصحيحة، وكان يلزم الناس أن يحفظوا القرآن ثم يطالعوا هذه الرسائل ويحفظوها، فكان ذلك من أقوى الأسباب لانتشار هذه الدعوة وسرعة انتقالها إلى ما وصلت إليه من بقاع الأرض، وذلك طبعا كان يستند إلى سيف آل سعود ونصرتهم.
١٢ - وإني أسوق إليك نبذا بسيطة من كلام الشيخ رحمه الله لترى فيها تلك الروح القوية والطريقة البسيطة السهلة التي كانت من أنجع الطرق في نشر التوحيد الصحيح.
١٣ - إذ يقول في رسالة الثلاثة الأصول:"اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل"الأولى" العلم وهو معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة "الثانية" العمل به "الثالثة" الدعوة إليه "الرابعة" الصبر على الأذى فيه. والدليل قوله تعالى:{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} {وَالْعَصْر إِنَّ الْإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ