آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر:١-٣] إلى أن قال: "اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم: أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين. وبذلك أمر الله جميع الناس. قال تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات:٥٦] ومعنى "يعبدوني" يوحدوني. وأعظم ما أمر الله به التوحيد، وهو إفراد الله بالعبادة. وأعظم ما نهى عنه الشرك، وهو دعوة غير الله معه. والدليل قوله تعالى:{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً}[النساء: ٣٦] فإذا قيل لك: ما الأصول التي يجب على الإنسان معرفتها؟ فقل: معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم- إلى أن قال: وأنواع العبادة التي أمر الله بها: مثل الإسلام، والإيمان، والإحسان. ومنه الدعاء والخوف والرجاء، والتوكل، والرغبة، والرهبة، والخشوع، والخشية، والإنابة، والاستعانة، والاستعاذة، والاستغاثة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من العبادة التي أمر الله بها، كلها لله"
١٤ - ثم ساق الأدلة من القرآن والسنة على كل نوع من هذه الأنواع، ثم بين الأصلين الآخرين: معرفة حقيقة الإسلام، ثم معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بنبذة لطيفة، تصور النبي صلى الله عليه وسلم عند العامي صورة تملأ نفسه بحبه وتعظيمه وطاعته، وهذه الرسالة يحرص عليها أهل نجد جد الحرص، ولا تلقى نجديا كبيرا ولا صغيرا إلا وهو يحفظها عن ظهر قلب, ومن النقص الكبير عدم حفظها
١٥ - وقال الشيخ في رسالة القواعد الأربعة "اعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة فإذا دخل