للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(١٢٢) وللتِّرمذي١ عن صفوان بن عسّال: سمعت رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم –يقول:

"إنّ بِالْمَغْرِب٢ باباً مفتوحاً للتّوبة، مَسِيرةُ سَبْعِيْن سنة. لا يُغْلَقُ حتّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ نَحوه ". وقال: حسن صحيح.

(١٢٣) ولمسلم٣ عن أبي هريرة. قال رسول الله– صلّى الله عليه وسلّم:

"مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِها تَابَ الله عليه"٤.


١ تحفة الأحوذي، شرح التّرمذي ج ٩، كتاب الدّعوات، ص: ٥١٩.
٢ ولفظه في التّرمذي: "إنَّ الله ـ عزّ وجلّ ـ جَعلَ بِالْمَغْرِبِ باباً، عَرْضُهُ مَسيرةُ سَبْعِينَ عاماً لِلْتَوبَةِ لا يُغْلَقُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسِ مِن قِبله".
٣ صحيح مسلم بشرح النّووي ج ١٧، كتاب الذّكر والدّعاء والتّوبة والاستغفار، باب التّوبة، ص: ٢٥.
٤ قال العلماء: "هذا حدٌّ لقبول التّوبة، وقد جاء في الحديث الصّحيح: "أنَّ لِلْتَّوْبَةِ باباً مَفْتُوحاً، فَلاَ تَزَالُ مَقْبُولَةً حَتَّى يُغْلَقَ، فإذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِن مَغرِبِهَا أُغْلِقَ وامْتَنَعَتِ التَّوبَةُ عَلى مَنْ لَم يَكُن تَابَ قَبْلَ ذَلِكَ".
وهو معنى قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً} ، [الأنعام، من الآية: ١٥٨] .
ومعنى تاب الله عليه، قبل: توبته ورضي به.
وللتّوبة شرط آخر، وهو أن يتوب قبل الغرغرة، وذلك قول الله تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ} ، [النّساء، من الآية: ١٨] .
وكما جاء في الحديث الصّحيح، وأمّا في حالة الغرغرة ـ وهي حالة النّزع ـ فلا تقبل توبته ولا غيرها، ولا تنفّذ وصيته ولا غيرها.

<<  <   >  >>