وفي سنن ابن ماجه ج٢ – كتاب الفتن – باب بدأ الإسلام غريباً ص ١٣١٩. ٢ في صحيح مسلم: "وسيعود كما بدأ غريباً"، وفي ابن ماجه: وسيعود غريباً. ٣ مسند الإمام أحمد ج١ – ص ٣٩٨ - ٤ هذه الجملة: "فطوبى للغرباء"، موجودة في صحيح مسلم، وفي سنن ابن ماجه تتمة الحديث السّابق. ومعنى الحديث: أن الإسلام بدأ في أحاد من الناس وقلة، ثمّ انتشر وظهر ثم سيلحقه النقص والإخلال. حتى لا يبقى إلاّ في آحاد وقلة أيضاً، كما بدأ. فبدأ بالهمز – من الابتداء. وهو الأشهر – ويؤيده المقابلة بالعود. فإن العود يقابل الابتداء، ويحتمل: أن يكون بدون همزة. ومعناه: ظهر. وغربة الإسلام: لقلة أهله. وأصل الغريب: البعيد عن الوطن. وقد فسر الرّسول صلى الله عليه وسلّم: الغرباء بالنّزّاع من القبائل- والنّزّاع: جمع نازع ونزيع وهو: الغريب الذي نزع عن أهله وعشيرته، قال الهروي: أراد بذلك المهاجرين الذين هجروا أوطانهم إلى الله تعالى: ومعنى: "طوبى للغرباء"، طوبى: فُعلى من الطيب قاله الفراء. قال: وإنما جاءت الواو لضمة الطاء. أما معناها: فاختلف المفسرون في معنى قوله تعالى: {طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} ، [الرّعد، من الآية: ٢٩] . فروى ابن عباس أن معناه: فرح وقرة عين. وقال عكرمة: نعم مالهم. وقال الضّحاك: غبطة. وقال قتادة: حسنى لهم. وعن قتادة أيضاً: معناه: أصابوا خيراً. وقال إبراهيم خير لهم وكرامة. وقال ابن عجلان: دوام الخير. وقيل: الجنة. وقيل: شجرة في الجنة. وكل هذه القوال محتملة في الحديث. والله أعلم.