كما ذكر حديث ابن مسعود الذي يقول فيه: إنّ النَّبِيَّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ لَمّا رأَى مِنَ النَّاسِ إِدْبَاراً، قال: "اللَّهُمَّ سَبْعاً كَسَبْعِ يُوسُفَ. فَأَخَذَتْهُم سنة حَصَّت كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى أَكَلُوا الْجُلُودَ وَالْمَيْتَةَ وَالْجِيَفَ، يَنْظُرُ أَحَدُهُم إِلَى السَّمَاءِ فَيَرَى دَخَاناً مِنَ الْجُوعِ، فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَان بن حربٍ فَقال: يا محمّدُ، إِنَّك جئتَ تأمرُ بالطّاعة، وبصلة الرَّحم وأنّ قَومَكَ قد هلكوا، فادْعُ الله لَهُم. فقال الله ـ عزّ وجلّ ـ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} ، [الدّخان: ١٠] ، إلى قوله: {إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} ، [الدّخان، من الآية: ١٥] ، قال: فَكَشَفَ عَنْهُم، وبهذا فرأي ابن مسعود أنّ الدّخان هو عقاب لقريش وليس من علامات السّاعة. ورجّح ابن جرير رأي ابن مسعود، ويحتمل أنّهما دخانان للجمع بين هذه الآثار.