وقد اختلف العلماء في سبب تسميته مسيحاً. قال الواحدي: ذهب أبو عبيد واللّيث: إلى أنّ أصله بالعبرانية مشيحاً، فعرّبته العرب وغيّرت لفظه كما قالوا: موسى، وأصله: موشى، أو ميشا بالعبرانية، فلما عرّبوه غيّروه، فعلى هذا لا اشتقاق له. قال: وذهب أكثر العلماء إلى أنّه مشتقٌ، وكذا قال غيره: إنّه مشتق على قول الجمهور، ثم اختلف هؤلاء. فحكى عن ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ أنّه قال: لأنّه لم يمسح ذا عاهة إلاّ بُرِئَ. وقال إبراهيم وابن الأعرابي: المسيح: الصّديق. وقيل: لأنّه ممسوح أسفل القدمين، لا أخمص له. وقيل: لمسح زكريا إيّاه. وقيل: لمسحه الأرض، أي: قطعها. وقيل: لأنّه خرج من بطن أمّه ممسوحاً بالدّهن. وقيل: لأنّه مسح بالبركة حين وُلدِ. وقيل: لأنّ الله تعالى مسحه، أي: خلقه خلقاً حسناً. وقيل: غير ذلك. والله أعلم. اهـ. نووي. ونزول عيسى ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ حقّ عند جمهور المحدِّثين والمفسِّرين والفقهاء، وقد جاء به كثير من الأحاديث الصّحيحة