للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حين اغْتَلَمَ١، فلعب بنا الموج شهراً، ثمّ أَرْفَأْنَا إلى جَزِيْرَتِك هذه. فجلسنا في أقربِها؛ فدخلنا الْجزيرة، فَلَقِيَتْنا دابّةٌ أهلب كثير الشّعر، لا ندري٢ ما قبله من دبره من كثرة الشّعر. قلنا: ويلك! ما أنت؟ فقالت: أنا الْجَسَّاسَةُ. قلنا٣: وما الْجَسَّاسَةُ؟ قالت: اعمدُوا إلى هذا الرّجل في الدّير؛ فإنّه إلى خَبَرِكُم بالأشواق. فأقبلنا إليك سراعاً. وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانةً. قال٤: أخبروني عن نخل بيسان٥. قلنا: عن أيِّ شأنها تَسْتَخْبِر؟ قال: [هل فيها ماءُ؟ قالوا: هي كَثِيْرَةُ الماء. قال] ٦: أسألكم عن نَخْلِها


١ "صادفنا البحر حين اغتلم"، أي: هاج وجاوز حدّه المعتاد.
قال الكسائي: "الاغتلام: أن يتجاوز الإنسان ما حدّ له من الخير والمباح.
٢ في صحيح مسلم: "لا يدرى" بالبناء للمجهول.
٣ في صحيح مسلم: "فقلنا" بالفاء.
٤ في صحيح مسلم: "فقال" بالفاء.
٥ "نخل بيسان"، هي: قرية بالشّام.
٦ ما بين القوسين لا يوجد في مسلم، والظّاهر أنّه خطأ من النّاسخ.

<<  <   >  >>