٢ نفس المرجع ص: ٦٧. ولفظ الحديث: "مَن يرد الله به خيراً يفقهه في الدّين، ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحقّ، ظاهرين على مَن ناوأهم إلى يوم القيامة". ومعنى هذه الأحاديث: أنّهم لا يزالون على الحقّ، حتّى تقبضهم هذه الرّيح اللّينة قرب القيامة، وعند تظاهر أشراطها. وبهذه فلا تنافي بين هذه الأحاديث، والأحاديث الأخرى التي تقول: "لا تقوم السّاعة حَتّى لا يقال: في الأرض: الله الله". و"لا تقوم على أحدٍ يقول: الله الله". و"لا تقوم إلاّ على أشرار الخلق". حيث أطلق في أحاديث الباب بقاءهم إلى قيام السّاعة، على أشراطها، ودنوّها المتناهي في القرب. والله أعلم. والمراد بالطّائفة: قال البخاري: هم أهل العلم. وقال أحمد بن حنبل: "إن لم يكونوا أهل الحديث، فلا أدري مَن هم؟! قال القاضي عياض: "إنّما أراد أحمد أهل السّنة والجماعة، ومَن يعتقد مذهب أهل الحديث".