للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالعمل خالصا له تعالى لا يشرك له سواه١.

فإذا افترضنا أن العمل الصالح كالجسد, فإن الإخلاص هو روح ذلك الجسد, ولا قيمة للجسد في الحياة إذا فاضت روحه! وهكذا فإن الأعمال التي يستعظمها الناس لا وزن لها عند الله عز وجل إذا فقدت هذه الروح٢.

قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} ٣.

ففي الآية الكريمة دلالة على اشتراط الإخلاص في العمل الصالح والله أعلم.

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية:

"وهو- أي العمل الصالح- الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له, وهذان ركنا العمل المتقبل لا بد أن يكون خالصا لله صوابا على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم"٤اهـ.

فإذا اختل واحد من هذين الشرطين لم يكن العمل صالحا ولا مقبولا٥ وإنما يكون جاعلا له شركا بعبادته إذا رأى بعمله الذي ظاهره أنه لله وهو


١-انظر تفسير المراغي ٣٠/٢١٢ تألأيف الأستاذ: أحمد المراغي- ن شركة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر ط/٥"١٣٩٤هـ-١٩٧٤م".
٢-انظر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص ٣٥٦: السيد جلال الدين العمري- ن دار القرآن الكريم- ط/ ١-الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية " ١٤٠٤هـ-١٩٨٤م".
٣- سورة الكهف آية ١١٠.
٤- تفسير القرآن العظيم ٥/٢٠٠ للحافظ ابن كثير, تحقيق عبد العزيز غنيم- محمد أحمد عاشور- محمد إبراهيم البنا- ط/ بدون – ن دار الشعب القاهرة.
٥- الإخلاص ص ١٠: حسين عبيد العوايشة- ن المكتبة الإسلامية- عمان ودار ابن حزم- بيروت – ط/٧ "١٤١٣هـ-١٩٩٢م".

<<  <   >  >>