للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثالث: الإنكار بالقلب:]

لقد أشار الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله إلي هذه الدرجة النهائية من الإنكار في رسالته لسويدي١ قائلا فيها:

"وأنا أرجوا أن يكرمك الله بنصر دينه ونبيه وذلك بمقتضى الاستطاعة ولو بالقلب والدعاء وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم" ٢ ٣.

قال الإمام ابن حزم رحمه الله: "واتفقوا في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقلوب"٤ا. هـ.

لقوله صلى الله عليه وسلم: " ... فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" ٥.

فالحديث الشريف يدل أنه إن لم يستطع الإنكار بلسانه لوجود مانع كخوف فتنة أو خوف على نفس أو عضو أو مال محترم أو شهر سلاح, فبقلبه ينكره وجوبا بأن يكرهه به ويعزم أنه لو قدر بقول أو فعل فعل, وهذا واجب عينيا على كل أحد بخلاف الذي قبله, فأفاد الخبر وجوب تغيير المنكر بكل


١-هو: عبد الله بن الحسين بن مرعي بن ناصر الدين البغدادي, أبو البركات السويدي الفقيه, المتأدب, من أعيان العراق, وهو أول من عرف بالسويدي من هذا البيت, ولد في كرخ بغداد سنة " ١١٠٤هـ-١٦٩٣م"وتوفي في بغداد سنة "١١٧٤هـ-١٧٦١م" "الأعلام ٤/٨٠باختصار".
٢-جزء من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "دعوني ما تركتكم إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شيء فاجتبوه, وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم" أخرجه البخاري في صحيحه ك: الاعتصام بالكتاب والسنة ب: الإقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ,٩/١١٧.
٣-الرسائل الشخصية- الرسالة الخامسة ص ٣٧- والدرر السنية في الأجوبة النجدية ١/٥٥.
٤-مراتب الإجماع في العبادات والمعاملات والاعتقادات ص ١٧٦ لابن حزم ويليه نقد مراتب الإجماع لابن تيمية-ن دار الكتب لعلمية- بيروت "و" دار الباز- مكة – ط/بدون.
٥-تقدم بتمامه راجع ص "٩" هـ"٣".

<<  <   >  >>