للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العزة الظالم المتقي شره فإنه أدعى للقبول, ولهذا استحب في المغير: أن يكون من أهل الصلاح, فإن القول منه أنفع, ويغلظ على غيرهما"١ بشرط ألا يغلب ظن أن المنهي يزيد عنادا٢ ويبدأ في الإنكار بالأسهل فإن زال وإلا أغلظ, فإن زال وإلا رفعه إلى الإمام٣.

قال المرداوي٤:

وبالأسهل ابدأ ثم زد قدر حاجة ... فإن لم يزل بالنافذ الأمر فاصدد٥

لذلك عقب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في ذيل كتابه الشديد اللهجة الذي أرسله إلى عبد الله بن سحيم موجها كلامه للشخص الذي أرسل معه تلك الرسالة بقوله:

" ... وأنت لا تلمني على هذا الكلام, تراني استدعيته أولا بالملاطفة وصبرت منه على أشياء عظيمة, والآن أشرفت منه على أمور ما ظننتها لا في عقله ولا في دينه, منها أنه كاتب إلى أهل الحسا٦ يعاونهم على سب دين الله ورسوله"٧.


١-الفتح الرباني بترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني٦/١٥٢.
٢-فيض القدير شرح الجامع الصغير ٦/١٣٠. للمناوي وهو شرح نفيس للعلامة محمد المدعو بعبد الرؤوف المناوي على كتاب"الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير" للحافظ جلال الدين السيوطي- ن دار المعرفة- بيروت- لبنان-ط/٢"١٣٩١هـ-١٩٧٢م".
٣-كتاب معالم القربة في أحكام الحسبة ص ٧٣.
٤-هو: علي بن سليمان بن أحمد المرداوي ثم الدمشقي, فقيه حنبلي من العلماء ولد في مراد "قرب نابلس" سنة "٨١٧هـ-١٤١٤م". وانتقل في كبره إلى دمشق فتوفي فيها سنة "٨٨٥هـ- ١٤٨٠م" "الأعلام ٤/٢٩٢ باختصار".
٥-كتاب غذاء الألباب لشرح منظومة الآداب ١/٢٣٥.
٦-سبق التعريف بها ص "٥١" هـ "٥".
٧-الرسائل الشخصية –الرسالة العشرون ص ١٤١.

<<  <   >  >>