"فإذا خاف أحد منكم من بعض إخوانه قصدا سيئا فلينصحه برفق وإخلاص لدين الله وترك والقصد الفاسد ولا يفل عزمه عن الجهاد ولا يتكلم فيه بالظن السيء وينسبه إلى ما لا يليق"١.
وهذا الاحتساب منه رحمه الله له ثمرته اليانعة في الدعوة, لأن اتهام الإنسان المقبل بحماس على الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في نيته قد يصيب همته بشيء من التراخي والفتور, وربما أدى به الحال إلى الإحباط وهذا جل ما يتمناه الشيطان أعاذنا الله منه.
كما أن النوايا أسرار خفية لا يعلمها إلا الله عز وجل, والشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب بكلامه السابق يضع ضابطا جوهريا في قضية الحكم على الآخرين, وهو عدم الحكم على نوايا والسرائر بأي حال من الأحوال لأن علمها عند الله عز وجل.
١-الرسائل الشخصية- الرسالة الثانية والأربعون ص ٢٨٩, والدرر السنية في الأجوبة النجدية ٧/٣.