للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان فقهيا فيما يأمر به, فقيها فيما ينهى عنه, رفيقا فيما يأمر به, رفيقا فيما ينهى عنه, حليما فيما يأمربه حليما فيما ينهى عنه"١ اهـ.

ورفعه رحمه الله في موضع آخر قائلا: " كما جاء في الحديث: " ينبغي لمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر أن يكون فقيها فيما يأمر به, فقيها فيما ينهى عنه, رفيقا فيما يأمر به, رفيقا فيما ينهى عنه حليما فيما يأمر به حليما فيما ينهى عنه"٢ فالفقه قبل الأمر ليعرف المعروف وينكر المنكر, والرفق عند الأمر ليسلك أقرب الطرق إلى تحصيل المقصود, والحلم بعد الأمر ليصبر على أذى المأمور المنهي, فإنه كثيرا ما يحصل له الأذى بذلك"٣.

يتضح لنا مما سبق شدة تأثر شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بمن سبقه من العلماء خاصة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, حيث إن ما قرره من قواعد نظرية في صفات المحتسب ما هي إلا امتداد لما قعده أهل العلم من قبله.

واشتراط العلم في المحتسب أمر في غاية الأهمية, لأنه إن كان جاهلا بالأمر المحتسب فيه فقد يأمر بما ليس بمعروف, وينهى عما ليس بمنكر٤ فيفسد من


=أحمد الزمرلي, محمد المعتصم بالله البغدادي- ط/١ بيروت- لبنان "١٤٠٧هـ-١٩٨٧م", وذكره العلامة المتقي الهندي في كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ٣/٧٦ ع: ٥٥٦١, ضبطه وفسر غربيه الشيخ بكري حياني, صحيحه ووضع فهارسه ومفتاحه الشيخ صفوة السقا- ن مكتبة الرتاث الإسلامي- حلب- مطبعة الثقافة- طلب- ط/١"١٣٩٤هـ-١٩٧٤م", والذي ترجح لي بعد البحث أن النص المذكور من الآثار كما في ص "١٤٤" عن سفيان الثوري رحمه الله ولم يثبت صحة رفعه للرسول صلى الله عليه وسلم والله أعلم.
١-مجموع الفتاوى ٢٨/١٣٧, والحسبة في الإسلام ص ٨٤, تحقيق سيد محمد بن أبي سعدة- نمكتبة دار الأرقم- الكويت- ط/١"١٤٠٣هـ-١٩٨٣م".
٢- وقد ذكره الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. راجع ص "١٤٣" من هذا البحث.
٣- مجموع الفتاوى ١٥/١٦٧.
٤- انظر أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ٦/١٧٣: تأليف محمد الأمين بن محمد المختار الجنكي الشنقيطي- ن عالم الكتب- بيروت- ط/بدون.

<<  <   >  >>