للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعض ما ألفه الناس في زمانه من الأمور التي تعارض الحق والدليل فقال رحمه الله:

"فإذا خالفت قول عالم لمن هو أعلم منه أو مثله إذا كان معه الدليل ولم آت بشيء من عند نفسي تكلم بهذا الكلام الشديد فإن سمعتم أني أفتيت بشيء خرجت فيه من إجماع أهل العلم توجه علي القول, وقد بلغني أنكم في هذا الأمر قمتم وقعدتم, فإن كنتم تزعمون أن هذا إنكار للمنكر فياليت قيامكم كان في عظائم بلدكم تضاد أصلي الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله منها وهو أعظمها عبادة الأصنام عندكم من بشر وحجر, هذا يذبح له, وهذا ينذر له, وهذا يطلب إجابة الدعوات وإغاثة اللهفات, وهذا يدعوه المضطر في البر والبحر, وهذا يزعمون أن من التجأ إليه ينفعه في الدنيا والآخرة ولو عصى الله, فإن كنتم تزعمون أن هذا ليس هو عبادة الأصنام والأوثان المذكورة في القرآن فهذا من العجب, فإني لا أعلم أحدا من أهل العلم يختلف في ذلك اللهم إلا أأن يكون وقع فيما وقع فيه اليهود من إيمانهم بالجبت والطاغوت, وإن ادعيتم أنكم لا تقدرون على ذلك, فإن لم يقدروا على الكل قدرتم على البعض١, كيف وبعض الذين أنكروا علي هذا الأمر وادعوا أنهم من أهل العلم ملتبسون بالشرك الأكبر ويدعون إليه, ولو يسمعون إنسانا يجرد التوحيد ألزموه بالكفر والفسوق؟ ولكن نعوذ١ بالله من رضاء الناس بسخط الله"٢ ا. هـ.

ومن حكمة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله استخدامه للهجة العامية في كثير من رسائله لأن كثيرا ممن احتسب عليهم كانوا من العوام فبات من المناسب مخاطبتهم بالأسلوب الذي يفهمونه.


١-لعل الصواب أن يقول: على بعض.
٢-الرسائل الشخصية- الرسالة السابعة والثلاثون ص ٢٦٦, والدرر السنية في الأجوبة النجدية١/٤.

<<  <   >  >>