للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على فعل المأمور وكف النفس عن المحظور إلا بالصبر, فصار الصبر نصف الإيمان والنصف الثاني الشكر بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه"١ا. هـ.

فلا بد من الابتلاء والإيذاء لمن حمل لواء الحسبة, ولا يظن المحتسب أن طريقه سيكون مفروشا بالأزهار والرياحين!.

بل على النقيض تماما ... طريقه مفروش بالأشواك ومحاط بالأسلاك فلا يستطيع المضي فيه إلا من أوتي حظا وافرا من الصبر واليقين لأن المحتسب بأمره ونهيه بخالف أهواء الناس, ومن يخالف أهواءهم يصوبون سهامهم إليه ويتفننون في إيذائه حتى يحمله ذلك على السآمة أو الفتور وهنا يتألق الإيمان القوي فيرتفع بهمة المحتسب إلى الآفاق ويزيد في تثبيته رغم أشواك الطريق, وتبقى حاجته للصبر كحاجة الإنسان للهواء والماء.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " والصبر يتناول الصبر على المصائب التي منها أذى المأمور والمنهي للآمر الناهي"٢.

ولقد سبق ذكر القاعدة التي قررها الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الحسبة والتي تتضمن حاجة من يامر بالمعروف وينهى عن المنكر إلى العلم والرفق والصبر٣.

فإذا كان صاحب المزرعة والمصنع والتجارة وطلاب الدنيا يصبرون على ما يجدون من مكروهات وتعب ومشقة من ترك الأهل والأولاد والغربة٤ فما


١-عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين ص ٨٨.
٢- مجموع الفتاوى ١٥/١٦٨.
٣-راجع ص ١٤٣ من هذا البحث.
٤-انظر العلم وفضله, أسباب تحصيله, آداب طلابه ص ٥٣ تأليف: عبد الواحد بن عبد الله بن عبد المحسن المهيدب- ن دار العاصمة- الرياض- ط/٢"١٤١٥هـ".

<<  <   >  >>