للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً} ١.

وقوله تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ, وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} ٢.

فإذا تحققتم أن من اتبع هذا الدين لا بد له من الفتنة, فاصبروا قليلا ثم ابشروا عن قليل بخير الدنيا والآخرة, واذكروا قول الله تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} ٣.

وقوله: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ, إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ, وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} ٤.

وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ, كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} ٥.

فإن رزقكم الله الصبر على هذا وصرتم من الغرباء الذين يتمسكوا بدين الله مع ترك الناس إياه فطوبى أن كنتم ممن قال فيه نبيكم صلى الله عليه وسلم: "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء, قيل يا رسول الله من الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس" ٦.


١-جزء من الآية ٢٠ من سورة الفرقان.
٢-سورة العنكبوت آية ٢-٣.
٣- سورة غافر آية ٥١.
٤- سورة الصافات الآيات ١٧١ إلى ١٧٣.
٥- سورة المجادلة ٢٠-٢١.
٦-أخرجه أبي عمرو الداني عن ابن مسعود رضي الله عنه بلفظ: " إن الإسلام بدأ.." في السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها ٣/٦٣٣ ب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا" بسند صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ٣/٢٦٧ ح: ١٢٧٣, وأورده الشاطبي في الاعتصام بلفظ: "بدأ الإسلام ... يصلحون عند فساد الناس" ١/١٨, ن المكتبة التجارية الكبرى بمصر- مطابع شركة الإعلانات الشرقية, وابن رجب بلفظ: =

<<  <   >  >>