ولتوضيح مفهومه عن هذه الدرجة في الحسبة قال في رسالته للسويدي١ عالم العراق:
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الوهاب إلى عبد الرحمن بن عبد الله سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أما بعد: فقد وصل كتابك وسر الخاطر, جعلك الله من أئمة المتقين ومن الدعاة إلى دين سيد المرسلين, وأخبرك أني ولله الحمد متبع ولست مبتدع، عقيدتي وديني الذي أدين الله به مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم إلى يوم القيامة, لكني بينت للناس إخلاص الدين لله, ونهيتهم عن دعوة الأحياء والأموات من الصالحين وغيرهم, وعن إشراكهم فيما يعبد الله به من الذبح والنذر والتوكل والسجود وغير ذلك مما هو حق لله الذي لا يشركه فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل, وهو الذي دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم, وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة, وبينت لهم أن أول من أدخل الشرك في هذه الأمة هم الرافضة الملعونة الذين يدعون عليا وغيره ويطلبون منهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات, وأنا صاحب منصب في قريتي, مسموع الكلمة, فأنكر هذا بعض الرؤساء لأنه يخالف عادة نشأوا عليها, وأيضا ألزمت من تحت يدي بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وغير ذلك من فرائض الله, ونهيتهم عن الربا وشرب
١-هو عبد الرحمن بن عبد الله الشافعي البغدادي الشهير بالسويدي الشيخ الإمام العالم العلامة الفقيه المفنن أبو الخير زين الدين, ولد ببغداد سنة أربع وثلاثين ومائة وألف وأخذ عن والده وعن فصيح الدين الهندي, وياسين الهيتي, وبرع وفضل, وله حاشية على شرح الحضرمية , وحاشية على شرح القطر للعصامي, وله شعر ونثر وكانت وفاته في عشرين ربيع الثاني سنة مائتين وألف. "سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر٢/٣٣٠".