للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

" ... فإني أحبك, وقد دعوت لك في صلاتي وأتمنى من قبل هذه المكاتيب أن يهديك الله لدينه القيم, ولا يمنعني من مكاتبتك إلا ظني أنك لا تقبل وتسلك مسلك الأكثر, ولكن لا مانع لما أعطى الله والله لا يتعاظم شيئا اعطاه, وما أحسنك تكون في آخر هذا الزمان فاروقا لدين الله كعمر رضي الله عنه في أوله"١.

بينما نجده رحمه الله تارة أخرى يستخدم التغليظ والتوبيخ مع من لا يجدي معه الرفق واللين كاحتسابه على سليمان بن سحيم ٢ قائلا:

" إنك تقول إني أعرف التوحيد وتقر أن من جعل الصالحين وسائط فهو كافر والناس يشهدون عليك أنك تروح للمولد وتقرأه لهم وتحضرهم وهم ينخون٣ ويندبون مشايخهم ويطلبون منهم الغوث والمدد, وتأكل اللقم من الطعام المعد لذلك, فإذا كنت تعرف أن هذا كفر فكيف تروح لهم وتعاونهم عليه وتحضر كفرهم؟ "٤.

وقوله أيضا في جملة احتسابه على سليمان بن سحيم: " أما مسألة التذكير فكلامك فيها من أعجب العجاب, أنت تقول بدعة حسنة, والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:


١-الرسائل الشخصية – الرسالة السابعة والثلاثون ص ٢٥٧, والدرر السنية في الأجوبة النجدية ١/٣٥.
٢-هو سليمان بن محمد بن سحيم العنزي, ولد في اليوم السابع من ذي الحجة عام "١١٣٠هـ"وقرأ على علماء نجد منهم والده ثم استوطن الرياض فأقام فيها وصار مدرس أهل البلاد وفقيههم وإمامهم وخطيبهم في زمن دهام بن دواس أمير الرياض ... هاجم الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودوته وصار يزور ويصور للناس في رسائله أشياء لم تقع من الشيخ فاحتدم الجدال بينه وبين الشيخ حتى أظهر الله الحق وأخمد الباطل, توفي في الزبير في "١١٨١هـ", " وانظر علماء نجد خلال ستة قرون ١/٣٢٢".
٣-كلمة عامية بمعنى يطلبون.
٤-الرسائل الشخصية مؤلفات الإمام محمد بن عبد الوهاب القسم الخامس- الرسالة الرابعة والثلاثون ص ٢٢٧, والدرر السنية في الأجوبة النجدية ٨/٦٢.

<<  <   >  >>