للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أصحاب الكلام عليكم بأصحاب القماطر١ فإنما هم بمنزلة المعادن مثل الغواص هذا يخرج درة, وهذا يخرج قطعة ذهب"٢.

وقال ابن عقيل: ما على الشريعة أضر من المتكلمين والمتصوفين, فهؤلاء يفسدون العقول بتوهمات شبهات العقول, وهؤلاء يفسدون الأعمال, ويهدمون قوانين الأديان, قال: وقد خبرت طريق الفريقين غاية هؤلاء الشك, وغاية هؤلاء الشطح, والمتكلمون عندي خير من الصوفية لأن المتكلمين قد يردون الشك, والصوفية يوهمون التشبيه والإشكال والثقة بالأشخاص الضلال٣ اهـ.

على الرغم مما لدى المعتزلة من الزيغ والضلال والانحراف عن منهاج أهل السنة والجماعة والإحداث في دين رب العالمين, إلا أن بدعة الصوفية الكفرية القائلة بالحلول والاتحاد أشد وبالا وأعظم ضلالا.

ومثلما اشتد الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب في إنكاره على الصوفية ومن تأثير بأفكارهم الهدامة ينبغي على المسلمين عامة ورجال الحسبة بصفة خاصة أن يشتدوا في الإنكار عليهم وعلى غيرهم من المبتدعة, كل حسب استطاعته, والله المستعان.


١- القماطر: جمع قِطمر وهي: ما تصان فيه الكتب " لسان العرب ٥/٣٧٤٠- مادة قطمر".
٢- أورده ابن بطة في الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة ٢/٤٧٢ ع:٤٨٣.
٣- الآداب الشرعية والمنح المرعية ١/٢٣٥ بتصرف يسير, تلبيس إبليس ص ٢٧٥.

<<  <   >  >>