للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ} ١ ٢.

ولخطورة السحر وتعاطيه احتسب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بشدة على سليمان بن سحيم بسبب كتابته لشيء من السحر فقال رحمه الله:

"إنك تكتب في حجبك طلاسم, وقد ذكر في " الإقناع"٣ أنها من السحر, والسحر يكفر صاحبه فكيف تفهم التوحيد وأنت تكتب الطلاسم؟ وإن جحدت فهذا خط يدك موجود"٤.

ومن هذا المنطلق حكم الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله عليه وعلى أبيه بالكفر بسبب اشتغالهما بالسحر فقال رحمه الله:

"وأنا أذكر لك كلام صاحب " الإقناع" أنه مكفرك ومكفر أباك في غير موضع من كتابه- إلى أن قال- أنه ذكر أن السحر يكفر بتعلمه وتعليمه والطلاسم من جملة السحر٥ ... وهي دينك ودين ودين أبيك, فأما أن تتبرؤوا من دينكم هذا٦, وإلا فأجيبوا عن كلام صاحب الإقناع وكلامنا"٧.

ثم يخفف رحمه الله من حدته مع ابن سحيم للتوازن كفتي الشدة واللين في حسبته فيقول:

"فتأمل هذا الكلام, ثم تأمل ما جرى في الناس خصوصا الصرف والعطف


١-جزء من الآية ١٠٢ من سورة البقرة.
٢-الرسائل الشخصية – الرسالة الثانية والثلاثون ص ٢١٣ والدرر السنية في الأجوبة٨/٨٩, ورسالة نواقض الإسلام ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب – القسم الأول العقيدة والآداب الإسلامية ص ٣٨٦.
٣-قال الحجاوي في الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل: " وتحرم رقية وحرز, وتعوذ بطلسم وعزيمة بغير عربي ... "٤/٣٠٨.
٤-الرسائل الشخصية – الرسالة الرابعة والثلاثون ص ٢٧٧, والدرر السنية في الأجوبة النجدية ٨/٦٢.
٥-حيث ذكرها في سياق حديثه عن السحر راجع هـ"٣" في هذه الصفحة.
٦-الصواب أن يقول: تتبرأ من دينكما هذا. أو من هذا الذي تدينان به.
٧-الرسائل الشخصية – الرسالة الرابعة والثلاثين ص ٢٢٩, والدرر في الأجوبة النجدية ٨/٦٤ باختصار.

<<  <   >  >>