للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول: "إنَّ الرقى والتمائم والتِّوَلة" ١ شرك قلت: فإني خرجت يوماً فأبصرني فلان، فدمعت عيني التي تليه، فإذا رقيتُها سكنت دمعتُها، وإذا تركتُها دَمَعَت قال: ذلك الشيطان إذا أطعتِهِ تركك، وإذا أعصيته طعن بإصبعِهِ في عينك، ولكن لو فعلت كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خيراً لك وأجدر أن تَشفِين، تنضحين في عينك الماء وتقولين: اذهب البأس، ربَّ الناس، اشفِ، أنت الشافي لا شفاءَ إلاَّ شفاؤك، شفاءً لا يُغادر سَقَماً" ٢.

وعن سبب الحكم على فاعل ذلك بالشرك يقول ابن الأثير: (إنَّما جعلها شركاً لأنَّهم أرادوا بها دفع المقادير المكتوبة عليهم، فطلبوا دفع الأذى من غير الله الذي هو دافعه) ٣.

والحكم الشرعي لتعليق التمائم عام يشمل كل ما يندرج تحته قصد الحرز أو جلب النفع أو دفع الضرر كتعليق الحجب والكف والعين الزرقاء وغير ذلك، يقول الألباني حفظه الله: (ومن ذلك تعليق بعضهم نعل الفرس على باب الدار، أو في صدر المكان! وتعليق بعض السائقين نعلاً في مقدمة السيارة أو مؤخرتها، أو الخرز الأزرق على مرآة السيارة التي تكون أمام السائق من الداخل، كل ذلك من أجل العين زعموا) ٤.

ويقاس على ذلك ما تلبسه بعض النسوة ويُلبسنه البنات الصغيرات من


١ التِّوَلَة: فيل هي خيط يقرأ فيه من السحر أو قرطاس يكتب فيه شيء منه يتحبب به النساء إلى قلوب الرجال أو الرجال إلى قلوب النساء: نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقى الأخبار ٩/١٠٤.
٢ أخرجه ابن ماجة في سننه- ك: الطب- ب: تعليق التمائم ٢/١١٦٦، وصححه الألباني في صحيح سنن أبى ماجه ٢/٢٦٩، وأخرج نحوه الحاكم في مستدركه- ك: الطب- ب: من تعلق شيئاً وكل إليه- ٤/٢١٦.
٣ البداية والنهاية في غريب الحديث والأثر ١/١٩٨ مادة: [تمم] .
٤ سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الأول ٤/٤٠.

<<  <   >  >>