للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الراشي والمرتشي" ١.

وفي الصحيح: قال عمر بن عبد العزيز: كانت الهدية في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية واليوم رِشوة٢.

ومما يُبَيِّن احتساب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله على الرشوة قوله: [أنكرنا عليهم أكل السحت والرشا إلى غير ذلك من الأمور] ٣.

ويخبر ابن غنام رحمه الله أنَّه أنكر على من اعتاد أن يأخذ أجوراً من المتخاصمين مقابل الفصل بينهم واعتبره من الرشوة٤.

وعند ما سُئل الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله عن حقيقة ما قاله سليمان بن سحيم من حل أخذ الرشوة من صاحب الحق أجاب رحمه الله:

[سألتم رحمكم الله عن رشوة الحاكم الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه لعن الراشي والمرتشي، وذكر له أنَّ بعض الناس حملها على ما إذا حكم الحاكم بغير الحق، وأما إذا أخذ رشوة من صاحب الحق وحكم له به فهي حلال، مستدلاً بقوله صلى الله عليه وسلم: "أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله" ٥، وأنَّكم


١ أخرجه أبو داود في سننه- ك: الأقضية- ب: في كراهية الرشوة ح: ٣٥٨٠- ٩/٤، والترمذي في سننه- ك: الأحكام- ب: ما جاء في الراشي والمرتشي في الحكم ح:١٣٥٢- ٢/٣٩٧ وقال: هذا حديث حسن صحيح، كما أخرجه ابن ماجه في سننه بلفظ: (لعنة الله على ... " ك: الأحكام ب: التغليظ في الحيف والرشوة ح: ٢٣١٣- ٢/٧٧٥، والطبراني في المعجم الكبير- ما أسندت أم سلمة- عبد الله بن وهب بن زمعة عن أم سلمة ح: ٩٥١- ٢٣/٣٩٨، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رجاله ثقات ٤/١٩٩، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود ٢/٦٨٣ ح: ٣٠٥٥، وفى صحيح سنن الترمذي ٢/٣٦ ح: ١٠٧٤، وصحيح سن ابن ماجه ٢/٣٤ ح: ١٨٧١.
٢ صحيح البخاري – ك: الهبة – ب: من لم يقبل الهدية لعلة ٣/٢٠٨.
٣ الرسائل الشخصية – الرسالة الحادي عشر ص٦٣، والدرر السنية في الأجوبة النجدية ٨/٥٣.
٤ انظر تاريخ نجد المسمى روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام ١/ ١١٤ و ١٤٠.
٥ جزء من حديث طويل أخرجه البخاري في صحيحه – ك: الإجارة – ب: ما يعطى في الرقية..٣/١٢١.

<<  <   >  >>