للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ملك يمين١.

وهو من أعظم المحرمات الموجبة للحد.

وحد الزاني المحصن القتل، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلاَّ الله وأنّي رسول الله إلاّ بإحدى ثلاثٍ النفس بالنفس والثيب الزاني والمارق من الدين التارك الجماعة" ٢.

يدل هذا الحديث على أن حد الزاني المحصن هو القتل.

ووسيلة ذلك القتل الرجم بالحجارة حتى الموت، قال الإمام أحمد بن حنبل: (والرجم حق على من زنا وقد أحص إذا اعترف أو قامت عليه بيَنته) ٣.

وقال الحجاوي رحمه الله: (إذا زنى المحصن وجب رجمه بالحجارة وغيرها حتى يموت) ٤.

الدليل على ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنهما الطويل والذي فيه: ".... خرج عمر بن الخطاب فلما رأيته مقبلاً قلت لسعيد بن زيد بن عمرو ابن نفيل لَيَقُولَنَّ العشيَّة مقالةً لم يقلها منذ استُخْلِف، فأنكر عليَّ وقال ما عَسيت أن يقول ما لم يقل قبله، فجلس عمر على المنبر فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله. مما هو أهله، ثم قال أما بعد: فإنّي قائل لكم مقالة قد قُدِّر لي أن أقولها، لا أدري لعلها بين يدي أجلي، فمن عَقِلهَا ووعاها فليحدِّث بها حيث انتهت به راحلتُهُ، ومن خشي أن لا يعقلها فلا أُحلُّ لأحد أن يكذب عليَّ، إن


١ نهاية المجتهد ونهاية المقتصد ٢/٥٥٩ للإمام ابن رشد الحفيد- ن دار الكتب الحديثة- مصر- ط/مطبعة حسان القاهرة.
٢ صحيح البخاري- ك: الديات- ب: قول الله تعالى: {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} ٩/٦.
٣ أصول السنة ص ٥٣- ن دار المنار- الخرج- ط/١ (ذو الحجة ١٤١١هـ) .
٤ الإقناع في مذهب الإمام أحمد بن حنبل ٤/٢٥٠.

<<  <   >  >>