للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنَّ هذا الذي أنا قمت به ودعوت إليه كلمة لا إله إلاَّ الله وأركان الإسلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن أنت تمسكت به ونصرته فإن الله سبحانه يظهرك على أعدائك، فلا يزعجك سليمان ولا يفزعك فإنّي أرجو أن ترى من الظهور والتمكين والغلبة ما ستملك بلاده وما وراءها وما دونها، فاستحيا عثمان وأعرض عنه) ١.

وهكذا بذل الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب كل جهوده في سبيل إقناعه ولكن إذا سيطر على القلوب خوف زوال الدنيا فلا تؤثر حينذاك أي موعظة أو نصيحة٢.

ويقول ابن بشر: (ثم تعاظم في صدره أمر صاحب الإحساء وباع الآجل بالعاجل. وذلك لمَّا علم الله سبحانه الذي يعلم السر وأخفى يُعِزُّ من يشاء ويُذِلُّ من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير إنَّ نصر هذا الدين والظهور والغلبة والتمكين يكون لغيره وعلى يد غيره. فأرسل إلى الشيخ ثانياً) ٣.

ويضيف ابن غنام فيقول: (فآثر عثمان الدنيا على الدين، وأمر الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالخروج من العيينة٤ فخرج الشيخ سنة سبع أو ثمان وخمسين


١ عنوان المجد في تاريخ نجد ١/١٠.
٢ انظر الشيخ محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه ص٤٠.
٣ عنوان المجد في تاريخ نجد ١/١٠.
٤ ذكر ابن بشر في سياق حديثه عن خروج الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله من العيينة قصة مفادها أنَّ عثمان بن معمر وكَّل بالشيخ محمد بن عبد الوهاب وقت خروجه مولى من مواليه ليقتله في الطريق إلاَّ أنَّ الله قذف في قلبه الرعب فلم يقتله. (انظر عنوان المجد في تاريخ نجد ١/١١) وقد ذكر عبد الله بن خميس أنَّ ابن بشر عاد وأوضح في مبيضَّة كتابه وفي مخطوطته الخاصة الموجودة في المتحف البريطاني في لندن، أنَّ هذا الخبر لا صحة له وأنَّه اعتذر عمّا وضعه في المسودة، إلاَّ أنَّ من قام بطباعة الكتاب لم ينتبه إلى هذه الحقيقة فتناقل الناس هذا الخطأ. (انظر معجم اليمامة ٢/٢٠٥) .

<<  <   >  >>