وعزة وسؤدد ليس إلاَّ جزاءً لما تميزت به حسبته رحمه الله من نصرة للتوحيد، وذلك مصداقاً لقوله تعالى:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} ١.
وأذيل هذه الخاتمة بالتوصيات التالية:
١- أوصي نفسي وكل محتسب وداعية بل كل مسلم بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، والاعتصام بالكتاب والسنّة والانشغال بطلب العلم النافع والالتفاف حول العلماء الأعلام.
٢- أن يهتم المحتسب حين تسلحه بالعلم الشرعي بفقه إنكار المنكر ليتمثل صفات المحتسب ويعرف شروط الاحتساب ودرجاته وأصوله قبيل مباشرته الأمر والنهي.
٣- أن تكون الأولوية في الاحتساب للجانب العقدي وذلك بالأمر بتحقيق التوحيد والنهي عن كافة صور الشرك، فما أصاب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب من خير وعز وتمكين إلاَّ لنصرته للتوحيد ومحاربته للشرك.
٤- تحقيق الشمولية في الاحتساب فلا يعني الاهتمام بالتوحيد إهمال بقية جوانب الدين من العبادات والمعاملات والآداب بل لابد من إيفاء جميع النواحي حقها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالإسلام دين التوازن والشمولية والاعتدال.