للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والاستغاثة به رائح غادي ١, فتأتيه المرأة إذا تعسر عليها الحمل أو كانت عقيمة, فتقول عنده كلمة قبيحة عظيمة فسبحان من لا يعاجل بالمعاقبة على الجريمة"٢.

وفي ذلك يقول الإمام الشوكاني- وهو من علماء اليمن المعاصرين للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله-: زكم قد سرى عند تشييد أبنية القبور وتحسينها من مفاسد يبكى لها الإسلام, ومنها اعتقاد الجهلة لها كاعتقاد الكفار للأصنام وعظم ذلك فظنوا أنها قادرة على جلب النفع ورفع الضرر, فجعلوها مقصدا لطلب قضاء الحوائج وملجأ لنجاح المطالب وسألوا منها ما يسأله العباد من ربهم, وشدوا إليها الرحال وتمسحوا بها واستغاثوا, وبالجملة إنهم لم يدعوا شيئا مما كانت الجاهلية تفعله بالأصنام إلا فعلوه فإنا لله وإنا إليه راجعون, ومع هذا المنكر الشنيع والكفر الفظيع لا نجد من يغضب لله ويغار حمية للدين الحنيف لا عالما ولا متعلما ولا أميرا ولا وزيرا ولا ملكا, وقد توارد إلينا من الأخبار ما لا يشك معه أن كثيرا من هؤلاء القبوريين أو أكثرهم إذا توجهت عليه يمين من جهة خصمه حلف بالله فاجرا فإذا قيل له بعد ذلك: احلف بشيخك ومعتقدك الولي الفلاني تلعثم وتلكا وأبي واعترف بالحق, وهذا من أبين الأدلة الدالة على أن شركهم قد بلغ فوق شرك من قال إنه تعالى ثاني اثنين أو ثالث ثلاثة, فيا علماء الدين ويا ملوك المسلمين أي رزء للإسلام أشد من الكفر وأي بلاء لهذا الدين أضر عليه من عبادة غير الله, وأي مصيبة يصاب بها المسلمون تعدل هذه المصيبة, وأي منكر يجب إنكاره إن لم يكن هذا الشرك البين واجبا؟!


١-الصواب: غاد.
٢- تاريخ نجد المسمى روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام ١/١١.

<<  <   >  >>