للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومشهد الحسين ١ فعندهم من التعظيم لهما والعبادة والوقار والملازمة لذلك بالعشي والإبكار والإقبال على ذلك على سائر الأحوال والإكثار أجل وأكثر مما عندهم لله الواحد القهار, ولقد شب فيهم على ذلك الكفر وقبيح ذلك المنكر والفجر الرعاع والأطفال, وشاب عليه الصغار من الرجال فلا يسمع في سائر الاحوال بين أولئك السفلة الانذال والأرذال الضلال ذكر لرب ذي العزة والجلال, وإنما ديدنهم ذكر علي والحسين وبقية الآل.

وأما جميع قرى الشط ٢ والمجرة ٣ فقد لبسوا ثياب الشرك والضلال والمعره بل كانوا أهله وأصله ومقره, وكذلك ما حول البصرة وما توسط فيها من تلك القبب والمشاهد التي أصبح كل إليها مقبلا وقاصدا لا سيما قبر الحسن البصري والزبير رضي الله عنهما, فقد طلبوا الفرج منهما وصرفوا لهما من العبادة الدعا والاستغاثة عند الشدائد وطلبوا منهما جميع الفوائد, وليس لهذا منكر ولا حاجة سوى ما يصدر وما يشاهد في تلك البلدان من المنكرات والفواحش والمفاسد ولا يجحد ذلك إلا مباهت معاند.


١-هو الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ... أمه فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل يوم الجمعة وقيل يوم السبت وهو يوم عاشوراء من سنة إحدى وستين بكربلاء من أرض العراق وقبره مشهور يزار " أسد الغابة في معرفة الصحابة ٢/٢٦ ت ١١٧٣", والمشهد الحسيني مرقد الحسين بن علي رضي الله عنه في كربلاء "انظر: معالم أثرية في العراق صورة رقم ٢٧".
٢-شط: بفتح أوله وتشديد ثانية ربما كان المقصود شط عثمان وهو كما يقول ياقوت الحموي: موضع بالبصرة كان سباخا ومواتا فأحياها عثمان بن أبي العاص الثقفي, وكتب عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى عبد الله بن عامر بن كريز وهو والي البصرة من قبله: أن اقطع عثمان بن أبي العاص الثقفي ما كتب له بالشط ط معجم البلدان ٣/٣٤٤ مادة: شط".
٣-قال ياقوت الحمودي: المجرة: بلفظ مجرة السماء ... موضع " المرجع السابق ٥/٥٨". – وهي- محلة كانت ببغداد في الجانب الشرقي, "مراصد الإطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع ٣/١٢٣١".

<<  <   >  >>