للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان من عادة طلاب العلم في نجد السفر إلى البلدان المذكورة سابقا للنزود بالعلم والتفقه على علماء المذهب الحنبلي, خاصة إذا لم يكن هناك عالم بارز جدا في منطقتهم.

وكثيرا ما كان لعلماء الحنابلة طلاب نجديون ومن أمثلة هؤلاء العلماء شهاب الدين العسكري١ وموسى الحجاوي٢ ومنصور البهوتي٣ ومرعي


١أحمد بن عبد الله بن أحمد الشيخ الإمام العالم العلامة النحرير شهاب الدين الدمشقي الصالحي الشهير بابن العسكري, مفتي السادة الحنابلة بدمشق, كان صالحا دينا زاهدا عابدا يكتب على الفتيا كتابة عظيمة, ولم يكن في زمنه نظيره في العلم والتواضع والتقشف على طريقة السلف الصالح, وكان منقطعا عن الناس, قليل المخالطة لهم وألف كتابا في الفقه جمع فيه بين " المقنع" والتنقيح" ومات قبل أن يتمه في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وتسعمائة بدمشق: " الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة ١/١٤٩ للشيخ نجم الدين الغزي, حققه وضبط نصه الدكتور جبرائيل سليمان جبور- ن دار الآفاق الجديدة –بيروت-ط/٢/"١٩٧٩م", وشذرات الذهب في أخبار من ذهب للمؤرخ الفقيه الأديب أبي الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي- ندار الميسرة- بيروت- ط/٢"١٣٩٩هـ-١٩٧٩م", ومختصر طبقات الحنابلة تأليف العلامة الشيخ محمد جميل بن عمر البغدادي المعروف بابن شطي, دراسة فواز الزمرلي ص٨٧-ن دار الكتاب العربي- بيروت- ط/١"١٤٠٦هـ-١٩٨٦م".
وقيل إن وفاتته في يوم الأحد خامس عشر ذي القعدة سنة عشر وتسعمائة وهو آخر من توفي من قدماء علماء الحنابلة الصالحين: النعت الأكمل لأصحاب الإمام أحمد بن حنبل من سنة ٩٠١-١٢٠٧هـ ص ٧٨ تأليف محمد كمال الدين بن محمد الغزي العامري, تحقيق وجمع محمد مطيع الحافظ –نزار أباطة- ن دار الفكر- ط/١"١٤٠٢هـ-١٩٨٢م".
٢- شرف الدين أبو النجا موسى بن أحمد بن موسى بن سالم بن عيسى بن سالم الحجاوي المقدسي ثم الصالحي الحنبلي الإمام العلامة مفتي الحنابلة بدمشق كان إماما بارعا أصوليا فقيها محدثا ورعا من تآليفه كتاب الإقناع, جرد فيه الصحيح من مذهب الإمام أحمد لم يؤلف أحد مثله في تحرير النقول وكثرة المسائل, ومنها شرح المفردات, وشرح منظومة الآداب لابن مفلح, وزاد المستقنع في اختصار المقتع, حاشية على الفروع وغير ذلك وتوفي يوم الخميس الثاني والعشرين من ربيع الأول سنة ٩٦٨هـ ودفن بأسفل الروضة: شذرات الذهب في أخبار من ذهب ٨/٣٢٧ بتصرف.
٣-منصور بن يونس بن صلاح الدين بن حسن بن أحمد بن علي بن إدريس البهوتي الحنبلي: ولد سنة ١٠٠٠هـ, شيخ الحنابلة بمصر وخاتمة علمائهم بها, كان عالما عاملا ورعا متبحرا في العلوم الدينية صارفا أوقاته في تحرير المسائل الفقهية ورحل إليه الناس من الآفاق لأجل مذهب الإمام أحمد رضي الله عنه, انفرد في عصره بالفقه وأخذ عنه كثير من المتأخرين من الحنابلة ومن مؤلفاته شرح الإقناع ثلاثة أجزاء, وحاشية على الإقناع, وشرح الإرادات للتقي الفتوحي, وحاشية على المنتهى, وشرح زاد المستقنع للحجاوي, وشرح المفردات للشيخ محمد بن عبد الهادي المقدسي وكان ممن انتهى إليه الإفتاء والتدريس , وكان شيخا له مكارم داره.. وكانت الناس تأتيه بالصدقات فيفرقها على طلبته في المجلس ولا يأخذ منها شيئا وكانت وفاته يوم الجمعة عاشر شهر ربيع الثاني سنة ١٠٥١هجرية بمصر ودفن في تربة المجاورين: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٤/٤٢٦ للعالم الفاضل المولى محمد المحبي- ط/بدون, والأعلام ٧/٣٠٧ بتصرف.

<<  <   >  >>