للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولأن أباه أدرك منذ البداية ما يتمتع به ابنه من ملكات علمية فذة١ حيث كان سباقا في عقله وفي جسمه٢ كتب –كما قال حسين بن غنام رحمه الله: -إلى بعض إخوانه رسالة نوّه فيها بشأنه يثني فيها عليه وأن له فهما جيدا ولديه ولو يلازم الدرس سنة على الولاية لظهر في الحفظ والإتقان آية, وقد تحققت أنه بلغ الإحتلام قبل إكمال اثنتي عشرة سنة على الإتمام ورأيته أهلا للصلاة بالجماعة والإئتمام, فقدمته لمعرفته بالأحكام وزوجته بعد البلوغ في ذلك العام ٣.

وهكذا شابهت بداية حياته حياة ابن تيمية –رحمه الله- في البروز المبكر٤.

ويضيف ابن غنام على لسان أبي الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله: ثم طلب مني الحج٥ إلى بيت الله الحرام فأجبته بالإسعاف لذلك المرام, فحج وقضى ركن الإسلام وأدى المناسك على التمام, ثم قصد مدينته عليه الصلاة والسلام وأقام فيها شهرين ثم رجع بعد ذلك فائزا بأجر الزيارة٦


١-كتابات الرحالة الأجانب كمرجع لدراسة الحركة الوهابية في القرن التاسع عشرالميلادي ص ٧: بقلم لي ديفيد كوبر- ترجمة وتعليق د/عبد الله بن ناصر الوليعي- ن دار روتاايرينت للطباعة "١٤١٢هـ-١٩٩٩١م" بتصرف.
٢-انظر تاريخ نجد وملحقاته ص ٣٧: أمين الريحاني- ن مؤسسة دار الريحاني- بيروت – لبنان- ط/٤-١٩٧٣م.
٣- تاريخ نجد المسمى روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام ١/٢٦.
٤-انظر قيام الدولة السعودية العربية ص ٣٧"د/عبد الكريم الغرابية- ن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم- معهد البحوث والدراسات العربية- قسم البحوث والدراسات الجغرافية "١٩٧٤م" –مطبعة الجبلاوي- مصر.
٥-وكانت حجته رحمه الله على التقدير عام ١١٢٧هـ باعتبار أن عمره حينئذ كان اثنتي عشرة سنة كما ذكر ابن غنام.
٦-الصواب أن تقيد الزيارة بالمسجد النبوي الشريف لثبوت أجر الصلاة فيه في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عيه وسلم قال: "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام" والذي شرع له شد الرحال لحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عيه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد الأقصى" الحديثان أخرجهما البخاري في صحيحه –ك: الجمعة ب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة ٢/٧٦. وذلك حتى لا يفهم من هذا الإجمال زيارة قبره صلى الله عليه وسلم فحسب, قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أما زيارته فليبست واجبة باتفاق المسلمين, بل ليس فيها أمر من الكتاب والسنة وإنما الأمر الموجود في الكتاب والسنة بالصلاة عليه والتسليم , فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليم كثيرا ... , وشد الرحال إلى مسجده مشروع باتفاق المسلمين ... , وأما إذا كان قصده بالسفر زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم دون الصلاة في مسجده ... فالذي عليه أئمة أن هذا غير مشروع ولا مأمور به ... وقد كره مالك وغيره أن يقاغل: زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم- مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية ٢٧/٢٥-٢٧, جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي رحمه الله –ن دار عالم الكتب- الرياض- ط /"١٤١٢هـ-١٩٩١م" باختصار.

<<  <   >  >>