للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما درسه أيضًا بدون تلمذة على شيخ: علم العروض، فقد قال للصفدي: لم يكن لي في العروض شيخ، ونظرت فيه جُمعة، فوضعت فيه مصنفًا، ثم قال الصفدي: وقد رأيت هذا المصنف (١)، وإلى جانب تأليفه هذا، وُصِف بأنه: كان النظم عليه بلا كلفة، ولا يكاد يتكلم إلا بالوزن (٢) وسيأتي عَدُّ ذلك من مواهبه أيضًا.

وذكر ابن كثير مما برع فيه ابن سيد الناس علم السِير والتواريخ (٣) أقول: ويؤيد ذلك ما سيأتي من تأليفه في السيرة النبوية، وفي تراجم أَحفظ من لَقِي، كما سيأتي أن الصفدي استجازه بما عنده من تفسير كتاب الله، هذا وقد وصف ابن سيد الناس من أكثر من واحد بأنه أديب يجيد فنون الأدب نظمًا ونثرًا، وترسُّلًا، وذُكِرَ في مصادر ترجمته كثيرٌ من نظمه، ونماذج من نثره (٤) ومع هذا لم أجد في مصادر ترجمته المتعددة أخذَه لعلوم الأدب عن أحد؛ غير أنه في مقدمة كتابه "بشرى اللبيب" ذكر أنه روى قصيدة كعب بن زهير: "بانت سعاد" في مدح النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يَذكُر من رَواها عنه من شيوخه (٥)، وأيضًا تلميذُه الصفَدي لما طلب منه أنه يجيزه بمروياته، عَد منها كُتبَ الأدب، كما سيأتي، وذلك يدل على معرفته بوجود مرويات من كتب الأدب لدى شيخه، كما أن شيخه قد أجابه بالإجازة بكل ما طَلَب، ومنه كُتب الأدب كما سيأتي ذكره مع إشارته إلى تقدم الصفدي عليه فيه.


(١) الوافي بالوفيات ١/ ٢٩١.
(٢) الوافي ١/ ٢٩٣.
(٣) البداية والنهاية ١٤/ ١٤٧.
(٤) انظر الوافي بالوفيات ١/ ٢٩٣، ٣٠٠ وفوات الوفيات لابن شاكر ٣/ ٢٨٨ - ٢٩٢. والطبقات الكبرى لابن السبكي ٩/ ٢٧٠ - ٢٧٢.
(٥) انظر المقدمة في فهرس معهد المخطوطات بالكويت ١/ ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>