للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن دُرَيْد (١): واشتقاق صُنَابح -إن كانت النون زائدة- من الصُّبح، وهو الضوء، وقال قوم: الصُّنَابح: العَرَق المُنْتِن؛ فإن (٢) كان كذلك، فهو "فُعالِلْ" (٣).

كان الصُّنَابِحيُّ مُسْلِمًا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقَصَدَه، فلما انتهى إلى الجُحْفَة لَقِيه الخَبَر بِمَوْتِه -صلى الله عليه وسلم-، وهو معدود في كبار التابعين، رَوَى عن أبي بكر، وعُمر، وبلال، وعُبَادَة بن الصَّامت، وكان فاضلًا (٤).

قال أبو عمر: وكان عُبَادة كثيرَ الثناء عليه (٥) وذكر أبو عمر عن أبي مُسْهِر -بسنده إليه- قال: كتب إليَّ ابنُ لَهيعَة عن


(١) هو محمد بن الحسن بن دُرَبد البَصري، أبو بكر، معروف بابن دُرَيد، ولد سنة ٢٢٣ هـ وكان من أعلم أهل زمانه باللغة والشعر والأنسَاب، وأيام العرب؛ ولكنه تُكُلِّم فيه من ناحية الرواية، ومن مؤلفاته: اشتقاق الأسماء، والجمهرة، والأمالي، وغيرها، وتوفي في شعبان سنة ٣٢١ هـ/ انظر: لسان الميزان ٥/ ١٣٢ وما بعدها، وتاريخ بغداد ٢/ ١٩٥، وما بعدها وطبقات الشافعية الكبرى لابن السُّبكي ٣/ ١٣٨ وما بعدها، وطبقات القراء لابن الجزري ٢/ ١١٦.
(٢) بالأصل "وإن" وما أَثبَتُّه من "الاشتقاق" / ص ٤١٥.
(٣) الاشتقاق/ ص ٤١٥.
(٤) الاستيعاب بهامش الإصابة/ ٢/ ٤٢٦.
(٥) من ذلك ما أخرجه الطَّبَراني في المعجم الكبير/ مسند عبادة بن الصامت/ من طريق مُحَيْريِز قال: عُدْنا عُبَادة بنَ الصامت فأقبل أبو عبد الله الصُّنَابِحي فقال عبادة: مَن سرَّه أن ينظر الى رَجُل عُرِجَ به الى السماء فنظر الى أهْلِ الجَنَّة وأهلِ النار، فرجع، وهو يعمل على ما رأى، فلينظر الى هذا/ راجع تهذيب التهذيب ٦/ ٢٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>