للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول:

عَزِّ البخاري فيما قد أصيب به ... مات الذي كان بين الناس يَدريه

كأنه ما تحلى سمعُ حاضره ... بلفظِه عند ما يُروى لآليه

رواية زانها منه بمعرفة ... ما كل من قام بين الناس يرويه

يا رحمتاه لشرح الترمذي فمن ... يضم غربته فينا ويؤيه

لو كان أمهله داعي المنون إلى ... أن تنتهي في أماليه أمانيه

لكان أهداه روضًا كله زهر ... أنامل الفكر في معناه تجنيه

ثم انتقل إلى بيان مكانته في علم الأدب فقال:

من للقريض فلم أعرف له أحدا ... سواه رقت به فينا حواشيه

ثم قال:

ومن يمر على القرطاس راحته ... فينبت الزهر غضًا في نواحيه

ما كل من خط في طرس وسوده ... بالحبر تغدو به بيضًا لياليه

ولا تَخَل كل من في كفه قلم ... إذا دعاه إلى معنى يُلَبيه (١)

ثم انتقل إلى ذكر أخلاقه الحسنة، فقال:

هيهات ما كان فتح الدين حين مضى ... والله إلا فريدًا في معاليه

كم حاز فضلًا يقول القائلون له ... لو حازك الليلُ لابيضت دياجيه

لا تسأل الناس، سلني عن خلائقه ... لتأخذ الماء عني من مجاريه

ماذا أقول وما للناس من صفة ... محمودة إلا رُكِّبت فيه

كالشمس كل الورى يَدِري محاسنَها ... والكاف زائدة، لا كاف تشبيه

سقى الغمام ضريحًا قد تضمنه ... صوبًا إذا انهلَّ لا ترقى غواديه

وباكرته تحيات نوافحها ... من الجنان تحييه فتحييه (٢)

ولعلّي بذلك قد استوفيت مقاصد التعريف بالمؤلف رحمه الله، لأنتقل إلى الغرض الثاني من تلك الدراسة، وهو دراسة عن الكتاب.

...


(١) انظر الوافي ١/ ٣٠١.
(٢) انظر الوافي ١/ ٣٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>